قلتُ: قال الحافظ في "نتائج الأفكار" [١/ ٣٩٥]: حسن، رجاله رجال الصحيح إلا سهل بن زياد؛ فإنه بصرى يكنى أبا كثير؛ ذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحًا؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال المناوى في "الفيض" [١/ ٤٤٩]: "فيه سهل بن زياد، قال في "اللسان" كأصله، تكلم فيه ولم يترك" ثم قال في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [١/ ٢٦٣/ طبعة مكتبة الشافعي]: (إسناده حسن) كذا قال، وقد قال الدارقطني عقب روايته: "غريب من حديث التيمي عنه - يعنى عن أنس - وتفرد به سهل بن زياد عنه". قلتُ: بل هو منكر من حديث سليمان التيمي عن أنس، وسهل بن زياد وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال عنه الذهبى في "الميزان": "ما ضعفوه" إلا أنه لم يكن بحيث يتقبل منه ما ينفرد به عن مثل سليمان التيمي، بل ذكره أبو "الفتح" الأزدى في "الضعفاء" وقال: (منكر الحديث) كما في "اللسان" [٣/ ١١٨]، ولا ينفعه متابعة عمرو بن النعمان له عن التيمي عن أنس به مثله، كما عند الطبراني في "الدعاء" [رقم ٤٨٨]، لكونه من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عنه به. وعبد الرحمن هذا يقول عنه أبو حاتم: "كان يكذب" ثم ضرب على حديثه، وقال الدارقطني: "متروك يضع الحديث" راجع ترجمته من "اللسان" [٣/ ٤٢٤]، فالمتابعة كأن لم تجئ، وقد خولف فيه سهل بن زياد، خالفه يحيى بن سعيد القطان - وهو أوثق منه عدد رمل عالج - فرواه عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به موقوفًا به مثله ... إلا أنه قال: (إذا أقيمت الصلاة ... ) بدل: (إذا نودى للصلاة). هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [٩٩٠٠]، وعنه ابن عبد البر في "التمهيد" [٢١/ ١٤٠]، وهذا هو المحفوظ من حديث التيمي موقوفًا، بزيادة (قتادة) بينه وبين أنس، =