قلتُ: وهذا إسناد واه، الأعمش مدلس وقد عنعنه، لكن تابعه الربيع بن صبيح عن الرقاشي قال: (قلنا لأنس: يا أبا حمزة: ما تقول في أطفال المشركين؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تكن لهم سيئات فيعاقبوا بها؛ فيكونوا من أهل النار؛ ولم تكن لهم حسنات فيجازوا بها؛ فيكونوا من ملوك أهل الجنة، هم خدم أهل الجنة). أخرجه الطيالسي [٢١١١]- واللفظ له - وأبو نعيم في "الحلية" [٦/ ٣٠٨]، والبيهقي في "القضاء والقدر" [رقم ٥٦٥]، وغيرهم. والربيع هذا سيئ الحفظ، وقد ضعفوه لكثرة خطئه، وقد رواه حكيم بن جبير عن يزيد الرقاشي عن أنس بلفظ: (سألت ربى - عز وجل - أن يتجاوز لى عن أطفال المشركين؛ فتجاوز عنهم وأدخلهم الجنة). هكذا أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [١/ ٣٤٤]، وفي ذكر من اسمه شعبة [رقم ٢٥]، بإسناد مقبول إلى حكيم بن جبير به .... قلتُ: وحكيم هذا كذبه الجوزجاني؛ وتركه الدارقطني وغيره، وتكلم فيه سائر النقاد، وهو من رجال الأربعة، وقد تصحف اسم أبيه (جبير) عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" إلى: (جرير) وهو على الصواب في كتابه الثاني. ورواه أبو حازم سلمة بن دينار عن يزيد الرقاشي عن أنس بلفظ: (سألت ربى - عز وجل -[عن] اللاهين من ذرية آدم؛ فأعطانيهم؛ فهم خدم أهل الجنة) هكذا أخرجه ابن الجوزي في "المتناهية" [٢/ ٩٢٦]، بإسناد مستقيم إلى أبي حازم به. قلتُ: وهو بهذا اللفظ له طرق أخرى عن يزيد الرقاشي لكن دون موضع الشاهد هنا، فانظر الماضي [برقم ٢٩٠٦]، ثم إن مدار هذه الطرق كلها على يزيد الرقاشي، =