للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٠٩ - حَدَّثَنَا زهير بن حربٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبو العميس عتبة بن عبد الله، عن يزيد الرقاشي، عن أنسٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ".


= • والحاصل: أن الحديث على شهرته: ليس له طريق ناهض تستشرف له النفس، وقد غاب عنى الآن: حكمى عليه عند حديث جابر الماضي عند المؤلف [برقم ١٨٦٧]، فإنى كلما أنهيتُ جزءًا؛ بادرت إلى تسليمه للناشر؛ كى يقوم بصفه وترصيفه، ولم تصلنى (بروفة) الجزء الذي فيه تخريجى لحديث جابر الذكور، فإن كنت قد صححته أو قويته أو حسنته لنفسه أو لطرقه وشواهده، فأنا أتراجع عن ذلك هنا، وأرفع عقيرتي بضعف الحديث البتة، واللَّه يغفر لى خطاى وخطئى؛ وعجرى وبجرى. وهو المستعان.
٤١٠٩ - ضعيف بهذا التمام: أخرجه الطيالسي [٢١٠٦]، والطبراني في "الدعاء" [رقم ٤٨٥، ٤٨٦]، والثعلبى في "تفسيره" [٥/ ١١٩]، والشجرى في "الأمالى" [١/ ٢٠٥]، وابن أبي شيبة [٢٩٢٤٨]، وأبو نعيم في "الحلية" [٣/ ٥٤] و [٦/ ٣٠٨]، والسلفى في "الطيوريات" [رقم ٤٢٧]، وغيرهم من طرق عن يزيد الرقاشي عن أنس به ... ولفظ السلفى: (عند آذان المؤذن يستجاب الدعاء؛ فإذا كان الإقامة لم ترد دعوة) وهو عند الشجري بشطره الثاني فقط، ولفظ الثعلبي: (إذا كان عند الأذان فتحت أبواب السماء؛ فاستجيب الدعاء، وإذا كان عند الإقامة: لم يرد دعواه) ومثله لفظ ابن أبي شيبة؛ وهو عند أبي نعيم بشطره الأول فقط، وزاد عليه: (واستجيب الدعاء) وعنده: (إذا نودي للصلاة) بدل: (إذا أذن المؤذن) ومثله عند الطيالسي وزاد: (قال يزيد - يعني الرقاشي - وكان يقال: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد) وهو عند البغوي في "شرح السنة" [١/ ٣٢٦]، بلفظ: (إذا نادى المنادى فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، ويزيد الرقاشي مضى غير مرة أنه شيخ غلبه الزهد والتحنث على ضبط حديثه، فراح يحدث كيفما اتفق له؛ فأتى بالعجائب والمنكرات، وبلغ من شدة تخليطه: أنه ربما سمع الحسن البصري يقول قولًا حكيمًا؛ أو موعظة بليغة؛ فلغفلته يجعله عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال ابن حبان.
وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٢/ ٩٥]، والبوصيري في "الإتحاف" [١/ ١٣٤].
ولشطره الأول: طرق أخرى عن أنس لا يصح منها شيء، فانظر الماضي [برقم ٤٠٧٢]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>