للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١١٤ - حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعي، حدّثنا المحاربي، عن ليث، عن يزيد الرقاشي، عن أنسٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فِي الْيَوْمِ عَشْر مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكًا يَرُدُّ عَنْهُ الشَّيَاطِينَ".


= قلتُ: وفي ترجمته: ساق له ابن عدي هذا الحديث من "الكامل".
٣ - ويزيد الرقاشي: منكر الحديث على التحقيق، ما أشبهه بـ (صالح المري) و (ابن جدعان) و (زبان بن فائد) وأضراب هؤلاء، وبه وحده: أعل البوصيري هذا الحديث في "إتحاف الخيرة" [٢/ ١٣٠]، وقبله صاحبه الهيثمي في "المجمع" [٣/ ٥٨]، وهو قصور منهما وقعا فيه كثيرًا، وللحديث طريق آخر عن أنس مرفوعًا بلفظ: (لا ينجو من ضغطة القبر إلا شهيد أو مصلوب أو من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة).
أخرجه أبو محمد ابن عساكر - ولد أبي القاسم - في "تعزية المسلم لأخيها" [ص ٧٩/ رقم ١٠٩]، بإسناد فيه من لا أعرف، عن الحسين بن علوان عن أبان بن أبي عياش عن أنس به ... قلتُ: وهذا إسناد موضوع، حسين بن علوان كذبه ابن معين والأزدى وغيرهما، ورماه صالح جزرة وابن عدي وابن حبان وغيرهم بالوضع، وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه وهو من رجال "اللسان" وشيخه أبان متروك عندهم هو الآخر، وقد تناوله شعبة شديدًا.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: لا يصح منها شي قط، وأكثرها مناكير وغرائب، ومن قوي هذا الحديث بها فقد تساهل كما شرحناه في "غرس الأشجار".
٤١١٤ - منكر: هذا إسناد ساقط مثل الذي قبله، أبو هشام الرفاعى هو: محمد بن يزيد الضعيف المعروف، ولم يخرج له مسلم إلا ما توبع عليه، وشيخه المحاربي هو عبد الرحمن بن محمد الصدوق المتماسك المشهور؛ لكن رماه أحمد والعجلى وغيرهما بالتدليس، وقد عنعنه كما ترى، وشيخه الليث، وما أدراك ما الليث؟! هو ابن أبي سليم الضعيف المخلِّط المختلط صاحب المناكير والعجائب، ويزيد الرقاشي هو ذالك العابد الزاهد القانت الذي لم يكن له في الحديث حظ، وهو أقرب بالليث من غيره في سوء الحظ، وكثرة المناكير، وعليهما فقط: اقتصر الهيثمي في إعلاله هذا الحديث في "المجمع" [١٠/ ٢٠٩].
أما صاحبه البوصيري: فإنه ضعف سنده في "إتحاف الخيرة" [٦/ ١٧١]، ولم يذكر علَّته. وقد اختلف في هذا الحديث على الليث، فرواه عن المحاربى كما مضى؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>