قلتُ: هكذا وقع ... عنده: (عبد الله بن أبي بكر المقدمي) بدل: (محمد بن أبي بكر) وأراه الصواب إن شاء الله؛ لأن عبد الله بن أبي بكر هو المشهور بالرواية عن جعفر بن سليمان دون أخيه محمد بن أبي بكر، فالظاهر أن (عبد الله) قد تحرفت إلى (محمد) في مطبوعة "الاعتقاد" للبيهقى، أو ربما كان ذلك وقع وهمًا من بعضهم، وعبد الله هذا منكر الحديث على التحقيق: وقد ضعفه جماهير النقاد، راجع ترجمته في "اللسان" [٣/ ٢٦٣]، ورأيت الذهبى قد ذكر له هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" ونقل قول أبي حاتم فيه؛ وهذا يؤيد أنه صاحب هذا الحديث عن جعفر عن سليمان؛ وليس أخوه محمد - الثقة المأمون - كما وقع عند البيهقي. ثم إن الحديث بهذا التمام منكر كما قال أبو حاتم، والمحفوظ: هو المرفوع منه فقط؛ فله طرق كثيرة عن أنس؛ وشواهد عن جماعة من الصحابة. فانظر الماضي [برقم ٣٢٨٤، ٤١٠٥]، والآتى [برقم ٤٣٠٤، ٥٨١٣]، وهو حديث صحيح ثابت .. ٤١١٦ - صحيح دون قوله: (عقيران) أخرجه الطيالسي [٢١٠٣]، وابن عدي في "الكامل" [٣/ ١٠٢]، وابن حبان في "المجروحين" [١/ ٢٩٣]، ومن طريقه ابن الجوزي في "المتناهية" [١/ ٤٦ - ٤٧]، وفي "الموضوعات" [١/ ١٤٠]، والطحاوي في "المشكل" [١/ ١٠١ - ١٠٢]، وغيرهم من طرق عن درست بن زياد عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به .... قلتُ: وهذا إسناد مظلم، قال البوصيري في "الإتحاف" [٨/ ٨٢]: "رواه أبو داود الطيالسي ومسدد وأبو يعلى الموصلي، ومدار أسانيدهم على يزيد الرقاشي وهو ضعيف" وقبله قال ابن كثير في "تفسيره" [٨/ ٣٢٩]، هذا حديث ضعيف؛ لأن يزيد الرقاشي ضعيف) كذا قالا، وسكتا عن (درست بن زياد) قال ابن الجوزي عقب روايته في "المتناهية": "يزيد - يعنى الرقاشي - ليس بشئ، قال ابن حبان: درست منكر الحديث، لا يحل الاحتجاج به". =