قلتُ: درست هذا وإن لم يرم بالكذب صراحة؛ إلا أنه ساقط الحديث، وهَّاه أبو زرعة وجماعة، وكان صاحب مناكير لا تطاق، أما ابن عدي فلم يوثقه كما زعم السيوطي، بل قال: "أرجو أنه لا بأس به ... " وهذا منه ليس تقوية لحال درست؛ فضلًا عن أن يكون توثيقًا، بل قال الإمام المعلمي اليماني في "تعليقه على الفوائد المجموعة" [ص ٤١٠/ طبعة دار الآثار]؛ "وابن عدي يذكر منكرات الراوي ثم يقول: أرجو أنه لا بأس به، يعنى بالبأس: تعمد الكذب، ودرست واهٍ جدًّا" .. قلتُ: لكن درست لم ينفرد به، فقال السيوطي في "اللألئ" [١/ ٧٥]: "وله متابع جليل: قال أبو الشيخ: حدّثنا أبو معشر الدارمى، حدّثنا هدبة حدّثنا حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي به ... ". قلتُ: هو عند أبي الشيخ في "العظمة" [٤/ ١١٥٩]، وسنده صحيح إلى حماد بن سلمة، وهو متابع جليل كما قال السيوطي؛ لكن قال المعلمي في "حاشية الفوائد المجموعة" [ص ٤١٠]: "في سند المتابعة من لم أعرف" كذا قال، وليس في الإسناد من يخفى حاله سوى أبي معشر الدارمي، وهو الحسن بن سليمان بن نافع البصري نزيل بغداد، ترجمه الخطيب في "تاريخه" [٧/ ٣٢٧]، ونقل توثيقه عن الدارقطني؛ وقبل ذلك نص على روايته عن (هدبة بن خالد) ثم قال الإمام المعلمي: "مردود الخبر إلى يزيد الرقاشي، وهو واهٍ جدًّا ليس بشئ في الرواية". قلتُ: وهو كما قال، لكن الحديث صحيح ثابت دون قوله: (عقيران) فله شاهد عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: (الشمس والقمر ثوران مكوران يوم القيامة) أخرجه الطحاوى في "المشكل" [١/ ١٠١]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٦٣]، والبيهقي في "البعث" كما في "اللألئ المصنوعة" [١/ ٧٥ - ٧٦]، والبزار في "مسنده" والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح" [٦/ ٢٩٩]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج عن أبي سلمة عن أبي هريرة به ... =