للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وليس هو من طبقة شيوخه ولا شيوخ شيوخه حتى يكون لقبول توثيقه مساغ، فمتابعة الهيثمي له على توثيقه في مواضع من "المجمع"، فليس يفيد في حال الرجل شيئًا، وقد مضى قول أبي حاتم عنه: "شيخ" يعنى يكتب حديثه وينظر فيه.
نعم: لم ينفرد به ميمون هذا عن ميمون بن سياه، بل تابعه ميمون آخر! فقال الإمام أحمد في المسند [٣/ ١٤٢]، ومن طريقه الضياء في "المختارة" [رقم ٢٦٨٨٣]: (ثنا محمد بن بكر - هو البرسانى - ثنا ميمون المرائي ثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك به ... ) مثل لفظ ابن عدي ومن طريقه البيهقي وكذا الضياء المقدسي.
وميمون المرائي هذا اشتبه على الإمام في "الصحيحة" [٢/ ٤٤] بميمون بن عجلان الماضي، فلم يميز بين الرجلين، حتى قال بعد أنْ ساق بعض كلام النقاد في الرجلين: "قلتُ: وهذا اختلاف مشكل، لم يتبين لى الراجح منه، فإن الطريق إلى ميمون المرائي صحيح؛ وكذلك إلى ميمون بن عجلان، ... ".
قلتُ: وليس ثم إشكال إن شاء الله، وكلا الرجلين قد تابع أحدهما الآخر على هذا الحديث عن (ميمون بن سياه) والفرق بينهما في غاية الجلاء، أما: (ميمون بن عجلان) فقد مضى الكلام عليه؛ وأما ميمون المرائي: فهو ميمون بن موسى البصري المعروف بـ (المرائي) من رجال "التهذيب" وذيوله، وهو مختلف فيه جرحًا وتعديلًا مع كونه مدلسًا.
قال الهيثمي في "المجمع" [٨/ ٧٥]، بعد أن عزاه إلى أحمد والمؤلف والبزار:" ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ميمون بن عجلان، وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد".
قلتُ: وهم أبو الحسن بن أبي بكر! فإن ميمونًا عند أحمد؛ ليس (بابن عجلان) أصلًا، إنما هو (ابن موسى المرائي) وقال المنذرى في "الترغيب" [٣/ ٢٩٠]: بعد أن عزاه للمؤلف والبزار وأحمد: "ورواة أحمد كلهم ثقات، إلا ميمون المرائي؛ وهذا الحديث مما أنكر عليه" وأقره البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٦/ ١٣]، وليس كما قال، فإنى فتشت في ترجمة (ميمون المرائي) من بطون الدفاتر؛ فلم أجد أحدًا ساق له هذا الحديث في ترجمته؛ فضلًا عن أن ينكره عليه، ولعله اشتبه عليه بـ (ميمون بن سياه) راويه عن أنس، فهو الذي ساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وأنكره عليه، وميمون هذا مختلف فيه، وثقه جماعة؛ ومشاه بعضهم؛ وضعفه آخرون، وهو عندنا صدوق حسن الحديث ما لم يخالف؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>