وزكريا هذا لم أجده بعد البحث، ولا وقفتُ على من يشابهه في اسمه واسم أبيه من هذه الطبقة، وليس هو زكريا بن يحيى بن عمر الخزاز، لكونه متأخرًا عن صاحبنا، ثم إن كنيته: (أبو السكين)، وكنية صاحبنا: (أبو مالك) فهو غيره جزمًا، ثم رأيتنى قد ذهلتُ عن كونه قد وقع في سند الذهبى هكذا: (يحيى بن زكريا الطائي)، وبهذا الاسم: رأيت ابن حبان قد ترجمه في "الثقات" [٧/ ٦١٥]، فقال: (يحيى بن زكريا أبو مالك الطائي: من أهل البصرة، يروى عن شعيب بن الحبحاب، روى عنه بندار)، فهو المراد هنا إن شاء الله. وهكذا أخرجه اللالكائى في "شرح الاعتقاد" [رقم ١٣٣١]، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" [رقم ٩٠٧/ الأطراف]، كلاهما من طريق محمد بن المثنى عن يحيى بن زكريا أبي مالك الطائي بسنده به. قلتُ: فكأن اسمه قد انقلب عند المؤلف، ومن طريقه الضياء والبزار، وهذا الرجل: (يحيى بن زكريا الطائي) قد انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"، ولم أجد مَنْ ترجمه سواه، وقد قال الدارقطني عقب روايته: "تفرد به أبو مالك الطائي يحيى بن زكريا عن شعيب" يشير الدارقطني إلى أنه ليس ممن يحتمل منه هذا التفرد عن مثل شعيب بن الحبحاب في كثرة الحديث والأصحاب، وقد تصحَّف (شعيب) في كلام الدارقطني إلى: (سعيد) والطبعة العلمية لـ "الغرائب والأفراد" مليئة بالتصحيف والتحريف وسائر أنواع القلْب والسقط. وعلى كل حال: فالحديث صحيح ثابت؛ فللفقرة الأولى منه: (أكمل الناس إيمانًا: أحسنهم خُلُقًا) طريق آخر عن أنس يأتي [برقم ٤٢٤٠]، وسنذكر هناك بعض الشواهد الثابتة لتلك الجملة؛ أما شطره الثاني: فله شواهد عن جماعة من الصحابة بعضها ثابت. منها حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: (إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة). أخرجه الحاكم [١/ ١٢٨]، والطبراني في "الأوسط" [٤/ رقم ٣٩٧٠]، وغيرهما من طريقين=