ثم جاء الحافظ محمد بن غالب المعروف بـ (تمتام) ورواه عن عليّ بن عثمان اللاحقى - وهو ثقة صدوق - فقال؛ أنبأنا حماد بن سلمة أنبأنا شعيب بن الحبحاب وقتادة وعباد بن منصور ثلاثتهم عن أنس بن مالك به نحوه مرفوعًا، مع قول أبي العالية في آخره، فقرن (قتادة وعباد بن منصور) مع شعيب في سنده. هكذا أخرجه ابن بشران في "الأمالى" [رقم ٢١٥] بإسنادٍ صحيح إلى تمتام به ... وهكذا أخرجه الضياء في "المختارة" [رقم ٢٢٠٨] من هذا الطريق به ... لكن دون قول أبي العالية في آخره، ولم يذكر (عباد بن منصور) في سنده. وأخشى أن يكون تمتام قد وهم فيه على حماد بن سلمة، وأدرج (قتادة، وعباد بن منصور) في سنده مع شعيب، فإن تمتامًا على حفظه وثقته؛ إلا أنه كان يخطيء، وكان قد وهم في أحاديث، كما يقول الدارقطني، وهو من رجال "اللسان" [٥/ ٣٣٧ - ٣٣٨]، فإن كان قد حفظه: فالوهم كله من حماد بن سلمة، والحديث محفوظ من رواية شعيب عن أنس به موقوفًا كما مضى. أما قتادة: فالمحفوظ عنه نحوه موقوفًا عليه باختصار، كما تراه عند عبد الرزاق في "تفسيره" [٢/ ٣٤٢]، والطبري في "تفسيره" [٧/ ٤٣٦]، وكان حماد كثير الخطأ في حديثه عن قتادة، كما قال مسلم في "التمييز"، وأما عباد بن منصور فهو لم يدرك أنسًا، مع كونه متكلمًا فيه من قبل جماعة؛ فضلًا عن تدليسه أيضًا، والصحيح في هذا الحديث هو الوجه الموقوف عن أنس. ٤١٦٦ - صحيح: أخرجه البزار [١/ رقم ٣٥/ كشف الأستار]، والضياء في "المختارة" [رقم ٢٢١٠]، والذهبى في "التذكرة" [٤/ ١٤٦٥]، وغيرهم من طريق محمد بن المثنى عن زكريا بن يحيى أبي مالك الطائي، عن شعيب بن الحبحاب عن أنس به. قال الذهبى: "تفرد به الطائي ولا أعرفه". =