للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: رأى العقيلى في جعفر بن سليمان معروف، وله في جرحه سلف صالح؛ إلا أن التحقيق بشأن جعفر: أنه صدوق متماسك قوى الحديث ما لم يخالف أو يأت بما ينكر عليه.
فإن قيل: حديثه هذا قد أنكره عليه العقيلى كما مضى! قلنا: قد خالفه مسلم، فصحح لجعفر هذا الحديث؛ وأخرجه له في "صحيحه" [٢٥٨]، وكذا أخرجه الترمذي [٢٧٥٩]، والنسائي [١٤]، وابن ماجه [٢٩٥]، والبيهقي في "سننه" [٦٧٤]، وفي "الشعب" [٣/ رقم ٢٧٦٨]، وأبو عوانة [رقم ٣٥٢]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" [٣٢٩٤]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٢١/ ٦٨]، وابن عساكر في "تاريخه" [١١/ ٩٥]، وفي "المعجم" [رقم ٦٦٢]، وابن المقرئ في "المعجم" [رقم ٢٤٨]، وابن حزم في "المحلى" [٢/ ٢١٩]، والذهبى في "التذكرة" [٣/ ٨٥٧]، وجماعة من طرق عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجونى عن أنس به ... وزادوا جميعًا: (ونتف الإبط).
قال الترمذي: "هذا أصح من الحديث الأول - يعنى طريق صدقة بن موسى - وصدقة بن موسى ليس عندهم بالحافظ" ..
قلتُ: وهو كما قال؛ لكن قد اختلف على جعفر في رفعه لفظًا، فرواه عن جماعة بلفظ: (وقت لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... إلخ) وهذا لفظ النسائي ومن طريقه ابن عساكر في "المعجم" وابن عبد البر في "التمهيد" وابن عساكر أيضًا في "تاريخه".
وهذ اللفظ يرد على العقيلى، حيث جزم بكون صدقة الدقيقي لم يتابع على رفعه، ورواه جماعة آخرون عن جعفر بلفظ: (وقت لنا في قص الشارب ... إلخ)، هكذا بالبناء للمجهول، وهذا اللفظ هو الذي عند مسلم والأكثرين، وكأنه هو الذي لم يقع لأبى داود سواه، فقال في "سننه" [٢/ ٤٨٣/ طبعة دار الفكر]، عقب روايته الحديث من طريق صدقة الدقيقى: "رواه جعفر بن سليمان عن أبي عمران - يعنى الجونى - عن أنس، لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وقت لنا، وهذا أصح".
قلتُ: واللفظان عن جعفر يتوافقان ولا يختلفان إن شاء الله؛ فقد قال الإمام النووي في "المجموع" [١/ ٢٨٦ - ٢٨٧]، بعد أن ساق الحديث بلفظ مسلم: "قوله "وقت لنا" كقول الصحابى: "أمرنا بكذا، وُنهينا عن كذا" وهو مرفوع؛ كقوله: "قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" على المذهب الصحيح الذي عليه الجمهور من أهل الحديث والفقه والأصول". =

<<  <  ج: ص:  >  >>