وقد رأيت المؤلف قد أخرج الحديث في معجمه [رقم ٢٩٦]، من هذا الطريق أيضًا ... لكن وقع عنده: (عن ابن أبى الهيثم) هكذا بزيادة (ابن) قبل (أبى الهيثم) وما أدرى أبا الهيثم حتى أدرى ولده، وأحدهما غلط بلا ريب، إلا أن يكون (ابن أبى الهيثم) كنيته (أبو الهيثم) وهذا عندى بعيد. وباقى رجال الإسناد ثقات؛ فإبراهيم التيمى هو ابن يزيد بن شريك الثقة الإمام المأمون؛ ومعاذ بن شعبة روى عنه جماعة من "الثقات"، وذكره ابن حبان في "الثقات" [٩/ ١٧٨]، وقال: "حدّثنا عنه الحسن بن سفيان" وتوثيقه لهذه الطبقة معتمد جدًّا. وقد تصحَّف اسم أبيه (شعبة) على المناوى إلى (سعد)، فقال في "الفيض" [١/ ٤١٧]، بعد أن عزاه المؤلف: (فيه معاذ بن سعد، قال الذهبى: مجهول). قلتُ: بل لا يكون معاذ بن سعد البتة، فذا متقدم الطبقة على معاذ بن شعبة، ومعاذ بن سعد هو السكسكى المترجم في "التهذيب" وذيوله (تمييزًا) وهو مجهول كما قاله أبو حاتم وعنه الذهبى؛ وليس له في هذا الحديث نصيب، ثم أعله المناوى بداود بن الزبرقان، وأصاب؛ وليته اكتفى بذلك! وللحديث طريقان آخران عن أنس: فالطريق الأول: يرويه عقبة بن خالد السكونى عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أنس مرفوعًا بلفظ: (إذا وضع الطعام، فاخلعوا نعالكم؛ فإنه أروح لأقدامكم). أخرجه الدارمى [٢٠٨٠]- واللفظ له - والحاكم [٤/ ١٣٢]، والطبرانى في "الأوسط" [٣/ رقم ٣٢٠٢]، وابن أبى شيبة في "مسنده" وعنه أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" [٤/ ٩١]، وأبو سعيد الأشج في "حديثه" [٢١٤/ ١]، وأبو القاسم الصفار في الأربعين في "شعب الإيمان المنتقى منه" للضياء المقدسى [٤٨/ ٢]، و"المنتخب" منه لأبى الفتح الجوينى [١/ ٧٤]، والديلمى في "مسند الفردوس" [١/ ١/ ١٠٢ - مختصرة]، كما في "الضعيفة" [١/ ٤١١]، وغيرهم من طرق عن عقبة بن خالد به ... قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" .. =