قلتُ: وإسناده صحيح حجة، لكن أعله حسين الأسد في "تعليقه على مسند المؤلف" [٧/ ٢٠٣]، بعلة طريفة، فقال: "إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، أيوب لم يدرك أنسًا" كذا قال، وهو الذي ينقل قبل ذلك عن أبى حاتم الرازى قوله في أيوب: "رأى أنس بن مالك" فكيف يكون رآه ولم يدركه؟! اللَّهم إلا إذا كانت الرؤية قد وقعت في عالم الأحلام! ثم ألا يكفى قول أيوب نفسه في هذا الأثر: "رأيت أنس بن مالك ... " فكيف زاغت الأبصار عن هذا الصراح؟!. ٤١٩٤ - صحيح: أخرجه الدارقطنى في "سننه" [٢/ ٢٠٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [٩/ ٣٧٧]، من طريقين عن عمران بن حدير عن أيوب به .. قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى أيوب؛ وقد تابعه قتادة وحميد الطويل والنضر بن أنس وثابت البنانى وغيرهم على نحوه .... ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار". ونذكر هنا رواية قتادة وحده، قال: (عجز أنس بن مالك عن الصوم قبل أن يموت بسنة؛ فأفطر وأطعم ثلاثين مسكينًا) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [٧/ ١٩]، بإسناد صحيح إليه؛ وهو عند الطبراني في "الكبير" [١/ رقم ٦٧٥]، بلفظ: (عن قتادة: أن أنسًا - رضى الله عنه - ضعف عن الصوم قبل موته؛ فأفطر وأطعم كل يوم مسكينًا). =