للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وهو شيخ مضطرب الحديث كما يقول أبو حاتم الرازى، وضعفه ابن معين وغيره، فقال هو والنسائى: "ليس بالقوى" ولم يخرج له البخارى في "صحيحه" إلا مقرونًا، وقد مشاه ابن عدى؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٣٣٧]، إلا أن الضعف على شمائله أبين، وهو من رجال "التهذيب"؛ ولم أجد من نسبه (حضرميًا) بعد التتبع.
ثم إن بالإسناد علة أخرى، وهى أن سنان بن ربيعة على ضعفه، كان قد خرف بأخرة أيضًا، وقد نص ابن معين على أن سماع عبد الله بن بكر السهمى منه: إنما كان عقب خرفه كما نقله أبو عبد الله الجعفى في "تاريخه" [٤/ ١٦٤]، وقد تصحف اسم سنان بين ربيعة عند المؤلف في الطبعتين إلى (سليمان الحضرمى) هكذا: (سليمان) بدل: (سنان) فقال حسين الأسد في "تعليقه على مسند المؤلف" [٧/ ٢٢٣]: "سليمان الحضرمى لم أعرفه، وإن كان البصرى فهو مجهول" كذا قال، وقد عرفت ما فيه، لكنّ سنانًا لم ينفرد به عن أنس، بل توبع عليه:
١ - تابعه سنان بن سعد عن أنس مرفوعًا بلفظ: (إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم) في سياق أتم، يأتى عند المؤلف [برقم ٤٢٥٤، ٤٢٥٥]، دون موضع الشاهد، وكذا يأتى بعضه [برقم ٤٢٥٣]، وهناك يكون تمام تخريجه والكلام عليه إن شاء الله؛ وهو منكر من هذا الوجه، كما سنوضحه هناك.
٢ - وتابعه أيضًا: عيسى الإسكندرانى عن أنس مرفوعًا: (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم).
خرجه الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٣٢٢٨]، من طريق بكر بن سهل الدمياطى عن عبد الله بن يوسف - هو المصرى التنيسى - عن ابن لهيعة عن إسحاق عن عيسى به ...
قال الطبراني: "لم يروه عن أنس إلا عيسى، ولا عنه إلا إسحاق الأزرق البصرى، وليس بالواسطى، تفرد به ابن لهيعة".
قلتُ: شيخ الطبراني: (بكر بن سهل) تكلموا فيه كما تراه في "اللسان" [٢/ ٥١]، وبه أعله الهيثمى فقال: "رجال الطبراني موثقون سوى شيخه" نقله عنه المناوى في "الفيض" [١/ ٢٤٦]، والذى رأيته في "المجمع" [٣/ ١١]، هو قول الهيثمى: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام".
قلتُ: الهيثمى مضطرب الرأى في ابن لهيعة، فتارة يوثقه؛ وتارة يضعفه؛ وتارة يتوقف فيه، وهو مقصر على كل حال في إعلاله؛ لأن ابن لهيعة لم ينفرد به، بل تابعه عليه عمرو بن الحارث =

<<  <  ج: ص:  >  >>