للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وهذا إسناد منكر، ابن بجير لم أقف له على توثيق معتبر، ولا غير معتبر، وشيخه موسى الضبى وثقه جماعة؛ وكان عالما زاهدًا صاحب تصانيف؛ لكن يقول أبو حاتم: "في حديثه اضطراب".
وشيخه بكر بن خنيس: تركه جماعة، وضعفه آخرون، فهو يدور بين الضعف والترك، ولولا زهده وعبادته لأمكن أن يكون متهفا، قال ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" [١/ ١٩٥]: "يروى عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة؛ يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها".
وهذا ليس إفراطًا من ابن حبان كما وصفه الحافظ في ترجمة بكر من التقريب، فقال: (صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان) بل قوله: (صدوق له أغلاط) تساهل من الحافظ بلا شك، كأنه غره توثيق العجلى لبكر.
ويزيد الرقاشى هو ابن أبان أبو عمرو البصرى العابد الزاهد الرجل الصالح؛ إلا أنه منكر الحديث، وقد تناوله شعبة تناولًا أجارك الله منه! وقد اختلف على بكر بن خنيس في سنده أيضًا؛ فرواه عنه موسى بن داود على الوجه الماضى، وخالفه آدم بن أبى إياس وعفيف بن سالم وغيرهما، فرووه عن بكر بن خنيس فقالوا: عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشى عن أنس به نحوه في سياق أطول، فزادوا فيه واسطة بين بكر بن خنيس ويزيد الرقاشى.
هكذا أخرجه الكلاباذى في "مفتاح المعانى" [رقم ١٩]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "اللآلئ المصنوعة" [٢/ ٣٣٣]، والأصفهانى في "الترغيب والترهيب" كما في "المغنى" للعراقى [٤/ ٤٨]، ولعل هذا الاضطراب من بكر بن خنيس.
وبه وبشيخه الرقاشى - في الطريق الأول - أعله العراقى في "المغنى" [٤/ ٤٨]، ورأيته قد ذكره في [١/ ٢٥٨]، وعزاه لأبى منصور الديلمى في "مسند الفردوس" ثم قال: "وسنده ضعيف".
* وبالجملة: فطرق الحديث عن أنس: كلها واهية، وله شواهد عن جماعة من الصحابة؛ وأكثرها مناكير أيضًا، بل ولا أعلم يصح في هذا الباب: سوى حديث محمود بن لبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله - عز وجل - إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع).
أخرجه أحمد [٥/ ٤٢٧، ٤٢٨، ٤٢٩]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ٩٧٨٤]، والشجرى في "الأمالى" [ص ٤٠٤]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" [رقم ٣٨٢]، وابن شاهين في =

<<  <  ج: ص:  >  >>