للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٢ - وأما الحضرمى بن لاحق: فرواية سنان عنه بعيدة أيضًا، وقد عده الحافظ من الطبقة الذين عاصروا صغار التابعين، يعنى كابن جريج وأضرابه، ولا تنس أن سنان بن ربيعة من الطبقة التى تلى الوسطى من التابعين؛ يعنى هو صالح لكى يعد من مشيخة (الحضرمى بن لاحق).
فإن قيل: قد نص أبو الحجاج المزى في ترجمة سنان بن ربيعة من "تهذيبه" [١٢/ ١٤٧]، على أنه يروى عن: (حضرمى بن لاحق).
قلنا: الظاهر أن المزى رأى رواية سنان عن الحضرمى عند أحمد في هذا الحديث، فغلب على ظنه أن يكون الحضرمى هذا: هو ابن لاحق التميمى، وإلا فهو غير منسوب عند أحمد أو غيره، ولو نسب لاسترحنا وأرحنا.
* فالحاصل: أن تعيين الحضرمى الذي يروى عنه سنان بن ربيعة هذا الحديث بكونه: ابن لاحق؛ أو ابن عجلان، ليس بشئ عندى، وهذا كله على ترجيح سند أحمد والبيهقى على ما عند ابن أبى شيبة وعنه المؤلف، يعنى من كون سنان بن ربيعة يروى هذا الحديث عن (الحضرمى عن أنس) فلنعكس الحال، ولنقلب الأحوال، ولنجعل الصواب هو ما عند ابن أبى شيبة وعنه المؤلف، يعنى من كون (الحضرمى) صفة لسنان بن ربيعة، وأن قوله في سنده عند أحمد والبيهقى: (عن الحضرمى) ليس بمستقيم، ويكون حرف (عن) زيادة مقحمة سهوًا من الناسخ.
ولعل تلك الزيادة قديمة في بعض نسخ (المسند)؛ لأن الهيثمى قد ساق سند أحمد في "غاية المقصد" [رقم ١١١٣]، وفيه تلك الزيادة: (عن الحضرمى) وكأن الهيثمى لم يعبأ بتلك الزيادة المقحمة، فأورد الحديث في "المجمع" [٢/ ٢٩٤]، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات" ولو أنه يرى: (الحضرمى) في سنده: شخصًا آخرًا غير سنان بن ربيعة، لعينه وميزه إن كان يعرفه، على عادته في ذلك.
ويؤيد أن حرف (عن) مقحم في سند أحمد: أن الشهاب البوصيرى قد ساق إسناد أحمد مع ابن أبى شيبة مقرونًا في "إتحاف الخيرة" [٤/ ١٣٥/ رقم ٣٨٧٠]، وليس فيه هذا الحرف، وإنما فيه: (عن سنان بن ربيعة الحضرمى عن أنس) هكذا مثل سند المؤلف تمامًا، وقبل ذلك [٤/ ١٣]، ساق سند ابن أبى شيبة - وحده - وعنه المؤلف؛ ثم قال: "هذا إسناد رجاله ثقات" وهذا عندى أقرب من الاحتمال الذي أورده الإمام الألبانى ومضى آنفًا، لكن يعكر عليه أمران: =

<<  <  ج: ص:  >  >>