للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحضرمى، عن أنس بن مالكٍ، أن امرأةً أتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، ابنةٌ لى كذا وكذا ... ، فذكرت من حسنها وجمالها، فآثرتك بها، قال: "قَدْ قَبِلْتُهَا"، فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تصدع ولم تشتك شيئًا قط، قال: "لا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ".


= قلتُ: هكذا وقع عند ابن أبى شيبة وعنه المؤلف: (عن سنان بن ربيعة الحضرمى عن أنس به ... ) وقد أخرجه أحمد [٢/ ١٥٥]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ٩٩٠٩]، من طريقين عن عبد الله بن بكر السهمى عن سنان بن ربيعة عن الحضرمى عن أنس به ... ) هكذا عندهما بزيادة: (عن) بين سنان والحضرمى، فيكون الحضرمى واسطة بين سنان وأنس، وليس صفة لسنان.
وهذا الاختلاف عندى مشكل للغاية، وقد نظر الإمام فيه بـ "السلسلة الضعيفة" [١٣/ ٦٠٨]، ورجح الوجه الثاني عند أحمد والبيهقى، وجزم بكون (عن الحضرمى) قد سقطت قديمًا من مسند أبى يعلى، ثم احتمل أن يكون الحضرمى هذا: هو ابن عجلان مولى الجارود، وقال: "وهو مجهول الحال" ثم احتمل احتمالًا آخر، بأنه ربما كان الحضرمى هذا هو: ابن لاحق التميمى اليمامى، ثم ساق اختلاف النقاد فيه؛ واختار أنه (لا بأس به) كما قال ابن معين وابن عدى والحافظ، ثم قال: "وسواء كان هذا الحضرمى أو ذاك، وترجّح قول من عرفه أو جهله؛ فمن المتفق عليه: أنه ليس تابعيًا؛ بل هو من أتباعهم؛ ... " ثم قال: "فيكون الإسناد منقطعًا".
قلتُ: وفيما قاله كله نظر، أما جزمه بالسقط عند المؤلف، فيلزم منه: أن يكون هذا السقط قد وقع في سند ابن أبى شيبة أيضًا؛ لأن المؤلف رواه من طريقه، ولو سلم صحة ذلك؛ لزم تعيين هذا الحضرمى الذي يروى عن أنس، وعنه سنان بن ربيعة، ولا يكون واحدًا من الرجلين اللذين ذكرهما الإمام أصلًا.
١ - أما الحضرمى بن عجلان مولى الجارود: فهو غير معروف الرواية إلا عن نافع مولى ابن عمر، وقد عده الحافظ في "التقريب" من طبقة كبار أتباع التابعين؛ فكيف يروى عنه سنان بن ربيعة المعدود في الطبقة التى تلى الوسطى من التابعين؟! نعم هذا محتمل، إلا أنه بعيد جدًّا، ولذلك لم يذكروا الحضرمى هذا في مشيخة (سنان) زيادة على كونه غير معروف الرواية عن أنس أصلًا، بل ولا أدركه، إنما الرجل من طبقة شعبة والثورى وأبى الأحوص وأبى إسحاق الفزارى وزهير بن معاوية وهؤلاء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>