قلتُ: وهو كما قال أبو جعفر، لكن من حديث أنس، فله عنه طرق كثيرة، وكلها مناكير، لا يثبت منها شئ، مضى بعضها [برقم ٣٤٧٦]. لكن في الباب عن جماعة من الصحابة: من أصحها حديث ابن عيينة عن عبد الله بن أبى نجيح عن عبيد الله بن عامر المكى عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: (من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا؛ فليس منا) أخرجه أبو داود [٤٩٤٣]، وأحمد [٢/ ٢٢٢]، والبخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٣٥٤]، والحاكم [١/ ١٣١]، وابن ابن شيبة [٢٥٣٥٩]، والحميدى [٥٨٦]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١٠٩٧٦، ١٠٩٧٧]، وأبو الشيخ في "الأمثال" [رقم ١٧٣]، والفسوى في "المعرفة" [٣/ ٥٠]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة به. قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم، رجاله رجال الشيخين سوق (عبيد الله بن عامر المكى) وقد وثقه ابن معين كما في "الجرح والتعديل" [٥/ ٣٣٠]، وذكره ابن حبان في "الثقات" [٧/ ١٤٦]، وقد صرح بسماعه س عبد الله بن عمرو عند الحميدى وجماعة، وقد وقع جماعة في أوهام بشأنه. فقد ورد في سند أبى داود هكذا: (عن بن عامر) فقال أبو داود عقبه: (هو عبد الرحمن بن عامر) وهذا وهمٌ من أبى داود كما جزم به المزى وغيره، وأولاد عامر المكى ثلاثة: (عبيد الله) و: (عبد الرحمن) و: (عروة بن عامر) وكلهم روى عنهم ابن عيينة. أما الأول: فروى عنه بواسطة ابن أبى نجيح. وأما الثاني: فأدركه هو بنفسه. وأما الثالث: فروى عنه بواسطة عمرو بن دينار. هكذا ذكر ابن عيينة فيما حكاه عنه البخارى في ترجمة (عبيد الله بن عامر) من "تاريخه" [٥/ ٣٩٢]، وكذا أخرجه عنه الفسوى في "المعرفة" =