قلتُ: رواية عبيد الله عنه عند البيهقى في "سننه" [١١١٩١]، ولفظه مختصرًا، وهى أيضًا عند البخارى في "تاريخه" [٦/ ٤٠٧] معلقًا؛ والعقيلى في "الضعفاء" [٣/ ٣٩٣]، كلاهما به إشارة. وقد اختلف في اسمه على ألوان، فرواه عنه عبيد الله بن موسى كما مضى؛ ورواه عنه سعيد بن أشعث عند المؤلف فقال: (عيسى بن صدقة بن عباد اليشكرى) وتابعه شعيب بن أشعث على مثله عند العقيلى [٣/ ٣٩٣]، وشعيب هذا لم أعرفه، وأراه مصحفًا من (سعيد) وهو ابن الأشعث أبى الربيع السمان: شيخ المؤلف في هذا الحديث. ورواه معلى بن ميمون عند العقيلى فاقال: (عيسى بن عباد بن صدقة) ورواه أبو داود الطيالسى عند العقيلى أيضًا فقال: (حدّثنا صدقة أبو محرم)، كذا بالأصل، والصواب: (أبو محرز) آخره زاى، كما ذكره البخارى في "تاريخه" [٦/ ٤٠٧]، من طريقه ابن عدى في "الكامل" [٥/ ٢٥٥]، ورواه يونس المؤدب فقال: (ثنا عيسى بن صدقة) كما عند البيهقى، وهذا اللون الأخير هو الذي صححه الذهبى في ترجمة عيسى من "الميزان" [٣/ ٣١٤]، ثم أعاده ثانية فقال: (عيسى بن عباد بن صدقة، وينسب إلى جده فيقال: عيسى بن صدقة، ... ) وتعقبة الحافظ في "اللسان" [٤/ ٣٩٨] بكون هذا هو الذي قبله، وأن الذهبى كرر ذكره بلا فائدة. وعلى كل حال: فهذا الشيخ واه، وقد اضطرب فيه كما يأتى، والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع" [٣/ ١٥١]، وقال: "رواه أبو يعلى، وعيسى وثقه أبو حاتم، وضعفه غيره" كذا قال، ومن أبو حاتم هذا الذي يعنى؟ أما الرازى فقد قال عنه: (شيخ يكتب حديثه) كما مضى، فإن كان الهيثمى يرى ذلك توثيقًا، فهى المصيبة؛ وأما أبو حاتم البستى: فقد أورده في "المجروحين" كما مضى أيضًا؛ وتناوله شديدًا، فنعد هذا من مجازفات الهيثمى المعروفة. وقد أشار المنذرى إلى ضعف الحديث في "الترغيب" [٢/ ٣٧٨]، بقوله: "وروى عن أنس ... " ثم ساقه، وقد اختلف في سنده على عيسى بن صدقة أيضًا، فقال البيهقى في "سننه" =