ومن هذا الطريق أخرجه العقيلى في "الضعفاء" [٣/ ٣٩٣]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" [٢/ ٦٠٠]، به نحو السياق الماضى دون قول أنس الماضى في أوله آنفًا، وأخرجه أيضًا أبو أحمد الغطريفى في جزء من حديثه [رقم ٢٧]، من طريق عباس الدورى عن أبى الوليد الطيالسى بإسناده به مثل لفظ البيهقى، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" [٥/ رقم ٥٢٥٣]، من طريق ثالث عن أبى الوليد بإسناده به نحوه ... دون قول أنس الماضى في أوله، ثم قال: "لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى". وهو كما قال؛ يعنى تفرده بهذا السياق المنكر، وعيسى قد مضى الكلام عليه سابقًا، وشيخه عبد الحميد بن أبى أمية: أعله به الهيثمى في "المجمع" [٣/ ١٥٢]، بعد أن عزا الحديث للطبرانى وقال: "ضعيف" ولكنه سماه: (عبد الحميد بن أمية) وأسقط: (أبى) منه بين: (عبد الحميد بن) و (أمية) وزادها محقق (مجموع الزوائد) بين قوسين هكذا [أبى]، ولم أجد من ترجم لعبد الحميد هكذا، إنما رأيت الحافظ أورده في "اللسان" [٣/ ٣٩٤]، وسماه: (عبد الحميد بن أمية) مثل ما وقع في "المجمع"، ثم نقل عن الدارقطنى أنه قال عنه: "لا شئ". وبحثت عن مصدر الحافظ: فوجدته في سؤالات البرقانى للدارقطنى [ص ٤٧/ رقم ٣٢٣]، وفيه: "وعبد الحميد بن أمية عن أنس لا شئ" والظاهر عندى: أن حرف: (أبى) قد سقط من مطبوعة "سؤالات البرقانى"، ويبدو أن هذا السقط كان قديمًا، ولم ينتبه له الحافظ ولا الهيثمى، والصواب في اسم الرجل: هو (عبد الحميد بن أبى أمية) فهكذا وقع في سند البيهقى والعقيلى - ومن طريقه ابن الجوزى - وأبى أحمد الغطريفى والطبرانى؛ وهكذا نصر، عليه أبو حاتم الرازى كما في ترجمة (عيسى بن صدقة) من "الجرح والتعديل" [٦/ ٢٧٨]، فقال: "وبعضهم يدخل بينه - يعنى بين عيسى - وبين أنس: عبد الحميد بن أبى أمية". =