وقد اختلف في سنده على الديباج على ألوان كثيرة، فقيل عنه: (عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أنس به .. ) كما مضى، وقيل عنه: (عن أنس به) بلا واسطة، وقيل عنه: (عن عبد الله بن أبى بكر الصديق به مرفوعًا) وقيل عنه: (عن أبيه عن عثمان بن عفان مرفوعًا) وقيل عنه: (عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به مرسلًا) وقيل غير هذا: كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة" [عقب رقم ٣٥٦٨]. وقال العقيلى في "الضعفاء" [٤/ ٣٥١]، بعد أن ذكر بعض الاختلاف الماضى: (وفيه اختلاف واضطراب، سنأتيه على تمامه في كتاب "العلل". قلتُ: وهو مفقود، - إن شاء الله - وليس يرجع منه إلى شئ يعتمد عليه. قلتُ: ومدار هذه الطرق: على الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان؛ وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان؛ ومثله النسائي في رواية، وقال مرة: "ليس بالقوى" وكذا وثقه العجلى، وقال البخارى: "عنده عجائب" وقال ابن الجارود: "لا يكاد يتابع على حديثه". قلتُ: وأكثر الأسانيد إليه في هذا الحديث لا تثبت، ولعله اضطرب في بعضها، ومع ذلك فأكثرها منقطع؛ لكون الديباج لم يدرك أحدًا من الصحابة، وهو من رجال ابن ماجه وحده. نعم للحديث طرق أخرى كثيرة عن أنس به نحوه .. ،.، إلا أنها كلها مناكير على التحقيق، وقد ضعفها البيهقى كلها عقب روايته الحديث من الطريق الأول في "الزهد" [رقم ٦٤٦]: وقد روى هذا من أوجه أخر عن أنس - رضى الله عنه - وروى عن عثمان، وكك ذلك ضعيف. وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا، ولا يصح منها شئ البتة، وقد استوفاها السيوطى في "اللآلئ المصنوعة" [١/ ١٢٧ - ١٣٥]، وكذا الحافظ في "الخصال المكفرة" [٢٦٤ - ٢٦٦/ ضمن مجموع الرسائيل المنيرية، وكذا في "القول المسدد" [ص ٧ - ١٠]، والإمام المعلمى اليمانى في "تعليقه على الفوائد المجموعة" [ص ٤٣٠ - ٤٣٤].