للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ومن شأن ابن حبان أنه إذا شك في الراوى: أورده في "ثقاته" ثم غمزه بأى شئ، كما أشار إلى ذلك الإمام المعلمى اليمانى في تعليق له على "الفوائد المجموعة" والغمز برواية المناكير أعظم من وصفه بالخطأ أو الوهم، ثم جاء أبو زكريا بن معين ووثق (سنان بن سعد) كما في "الجرح والتعديل" [٤/ ٢٥١]، لكن وصفه بالاختلاط، كما نقله عنه الحافظ في "التهذيب" [٣/ ٤٧٢]، وكذا وثقه أحمد بن صالح المصرى كما نقله عنه ابن شاهين في "الثقات" [١/ ١٠٤]، وقال الحافظ في "تقريبه": (صدوق له أفراد) وسائر النقاد على توهينه، فأورده العقيلى وابن عدى وغيرهما في "الضعفاء"، ونقل عبد الله بن أحمد في "العلل" [رقم ٣٤٠٩، ٣٤١٠]، عن أبيه أنه قال: "سعد بن سنان: تركت حديثه، يقال: سنان بن سعد؛ حديثه حديث مضطرب" وقال أيضًا: "يشبه حديثه حديث الحسن - يعنى البصرى - لا يشبه أحاديث أنس" ونقل العقيلى في "الضعفاء" [٢/ ١١٨]، عن محمد بن عليّ الوراق قال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: في أحاديث يزيد بن أبى حبيب عن سعد بن سنان عن أنس، قال: روى خمسة عشر حديثًا منكرة كلها، ما أعرف منها واحدًا".
وكان أحمد قبل ذلك قد زهد في أحاديث سنان بن سعد؛ لاضطرابهم في اسمه، كما حكاه عنه أحمد بن أبى يحيى أبو طالب في "مسائله" ومن طريقه ابن عدى في "الكامل" [٣/ ٣٥٥]، وقال عنه النسائي: (منكر الحديث) وفى رواية: (ليس بثقة) راجع "الضعفاء" له [رقم ٢٦٤، ٢٨٢]، وقال الجوزجانى: (أحاديثه واهية، لا تشبه أحاديث الناس عن أنس) وقال الآجرى في سؤالاته [٢/ ١٦٤]: (سألت أبا داود عن سنان بن سعد، فقال: كان أحمد لا يكتب حديثه) ثم أقره؛ وقال الترمذى في جامعه [عقب رقم ٦٤٦]: "تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان" وقال الذهبى في "الكاشف": "ليس بحجة" ومثله في "المجرد" وقد رأيت البخارى قد مشاه.
والحاصل: أن الضعف بهذا الرجل أولى، ولا يقال: الرجل مصرى؛ وقد وثقه أحمد بن صالح المصرى وهو أعلم به من غيره؛ لكونه بلديه؛ لأن هذا محله ما لم يكن الجرح فيه مفسرًا مثل الذي هنا، بل كلام أحمد عنه - وحده - ظاهر في كونه سبر حديثه ونظر فيه؛ فوجده يروى مناكير مع الاضطراب أيضًا، واستدل على نكارة حديثه؛ بكون المتون التى يرويها عن أنس بن مالك: لا تشبه حديثه، إنما تشبه حديث الحسن البصرى، ونحو هذا لحظه الجوزجانى أيضًا كما مضى عنه، ثم إن ابن معين قد وصفه بالاختلاط، وهذا وحده كاف في التوقف في حديثه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>