وكان أحمد قبل ذلك قد زهد في أحاديث سنان بن سعد؛ لاضطرابهم في اسمه، كما حكاه عنه أحمد بن أبى يحيى أبو طالب في "مسائله" ومن طريقه ابن عدى في "الكامل" [٣/ ٣٥٥]، وقال عنه النسائي: (منكر الحديث) وفى رواية: (ليس بثقة) راجع "الضعفاء" له [رقم ٢٦٤، ٢٨٢]، وقال الجوزجانى: (أحاديثه واهية، لا تشبه أحاديث الناس عن أنس) وقال الآجرى في سؤالاته [٢/ ١٦٤]: (سألت أبا داود عن سنان بن سعد، فقال: كان أحمد لا يكتب حديثه) ثم أقره؛ وقال الترمذى في جامعه [عقب رقم ٦٤٦]: "تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان" وقال الذهبى في "الكاشف": "ليس بحجة" ومثله في "المجرد" وقد رأيت البخارى قد مشاه. والحاصل: أن الضعف بهذا الرجل أولى، ولا يقال: الرجل مصرى؛ وقد وثقه أحمد بن صالح المصرى وهو أعلم به من غيره؛ لكونه بلديه؛ لأن هذا محله ما لم يكن الجرح فيه مفسرًا مثل الذي هنا، بل كلام أحمد عنه - وحده - ظاهر في كونه سبر حديثه ونظر فيه؛ فوجده يروى مناكير مع الاضطراب أيضًا، واستدل على نكارة حديثه؛ بكون المتون التى يرويها عن أنس بن مالك: لا تشبه حديثه، إنما تشبه حديث الحسن البصرى، ونحو هذا لحظه الجوزجانى أيضًا كما مضى عنه، ثم إن ابن معين قد وصفه بالاختلاط، وهذا وحده كاف في التوقف في حديثه، =