ثم قال الإمام: (ويقوى حديثه عند المتابعة، وقد وجدت له متابعين ثلاثة، .. ) ثم ساق ثلاث متابعات كلها مناكير على التحقيق، ونزيد عليه متابعة رابعة عند أبى الشيخ في "الطبقات" [٢/ ٤١٥]، وسندها منكر أيضًا، وما يزداد هذا الحديث بطرقه إلا وهنًا، بل وفى متنه نكارة أيضا، أشار إليها الحافظ في "الدراية" [٢/ ٢٣٢]، وشرحناها في غير هذا المكان؛ إذا عرفت هذا: علمت أن قول النووى في فتاويه [ص ٦٩/ طبعة المكتب الإسلامي]: "وقد ثبت عن أنس - رضى الله عنه - قال ... "وساق الحديث، من تسمحاته المعروفة، وكم له منها أزواج! والله المستعان. ٤٢٨٨ - منكر: أخرجه ابن أخى ميمى في "فوائده" [ص ١٣٦]، من طريق إسحاق بن أبى إسرائيل عن حماد بن زيد عن حنظلة السدوسى عن أنس به ..... قلتُ: وهذا إسناد منكر مثل الذي قبله، وحنظلة صاحب مناكير عن أنس، كما نص عليه الإمام أحمد، وضعفه سائر النقاد؛ وقد اختلف في إسناده، فرواه ابن أبى إسرائيل على الوجه الماضى؛ وخالفه مسدد بن مسرهد، فرواه عن حماد فقال: عن حنظلة السدوسى به ... مرسلًا، ليس فيه (أنس) هكذا أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب" [رقم ٣٩٢٣]، ومسدد في التثبُّت كالأسطوانة، فلعل حنظلة قد اضطرب فيه، لكن الوجه الأول عنه هو المشهور؛ وهكذا رواه عنه عبد الوارث بن عبد الصمد عن أنس به موصولًا، أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٦/ ١٥٧]، وقال البوصيرى: "هذا إسناد صحيح" كذا، وغفل عن (حنظلة)، وهكذا تزوغ الأبصار، ثم تكلف تأويلًا سمجًا لظاهر الحديث، فقال: "قلتُ: لعلها - يعنى المرأة المذكورة في الحديث - كانت من مواليه أو من نسائه". قلتُ: دعنا من هذا، فالإسناد منكر، ولو صح؛ فما كانت نكارة متنه الشديدة مدفوعة بمثل ما قاله "الشهاب" أبو العباس الكتانى.