قلتُ: وهذا إسناد منكر، لكن قال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن" وقد تعقبه السراج بن الملقن في "بدره المنير" [٧/ ٥١٧]، قائلًا: "قلتُ: وفى حسنه نظر؛ لأن في إسناده: حنظلة بن عبيد الله البصرى راوى هذا الحديث عن أنس، وليس له في الترمذى وابن ماجه غير هذا الحديث، وقد ضعفوه ونسبوه إلى الاختلاط، قال أحمد: هو ضعيف منكر الحديث، يحدث بأعاجيب ومناكير، منها: "قلنا: أينحنى بعضنا لبعض؟! " وقال يحيى بن سعيد: "تركته على عمد، وكان قد اختلط"، ونسبه ابن معين وابن حبان إلى الاختلاط أيضًا، زاد ابن حبان: و"إنه اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير" لكنه خالف فذكره في "ثقاته" أيضا". قلتُ: ابن حبان معذور، كأنه لم ير لحنظلة ما يضعف به أول الأمر؛ فذكره على شرطه في "الثقات" ثم وقف له بعد ذلك على مناكير بعضها لا يطاق، فلم ير بدًا من إدراجه في "المجروحين" [١/ ٢٦٦ - ٢٦٧]، مع كشف حاله، ثم نقل ابن الملقن عن عبد الحق الإشبيلى أنه قال في "أحكامه": "حنظلة هذا يروى مناكير، وهذا الحديث مما أنكر عليه، وكان قد اختلط" وبه أعله البيهقى أيضًا، فقال عقب روايته في "سننه": (هذا ينفرد به حنظلة السدوسى، وقد كان اختلط، تركه يحيى القطان لاختلاطه) ونحوه قال في: "الشعب". وقال الحافظ في "التلخيص" [٣/ ١٤٩]، بعد أن عزا الحديث لجماعة: (وحسنه الترمذى، واستنكره أحمد؛ لأنه من رواية السدوسى وقد اختلط، وتركه يحيى القطان). • والحاصل: أن حنظلة هذا شيخ ضعيف، وحديثه هذا أنكره عليه الإمام أحمد كما نقله عنه العقيلى في "الضعفاء" [١/ ٢٨٩]، بالإسناد الصحيح إليه؛ وكذا ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" وكان قبل ذلك نقل في أول ترجمته عن الإمام أحمد أنه سئل عن حنظلة فقال: "روى عن أنس أحاديث مناكير". وكذا ضعفه النسائي وجماعة. =