للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= و (سعيد بن أبى حسين)، لم أظفر له بترجمة بعد البحث، وكأنه شخص لا وجود له إلا في مخيلة (عامر بن سعيد) وحده، وقد يكون القاسم بن مالك - وهو المزنى الكوفى - هو الذي اضطرب في اسم شيخ شيخه، فهو مختلف فيه، وثقه جماعة، وضعفه أبو حاتم وزكريا الساجى وغيرهما.
والوجه الأول: هو الذي صححه أيو زرعة الرازى كما في "العلل" [رقم ٢٠٦٧]، وأيَّده برواية ابن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن حسين بن أبى سفيان عن أنس به ....
وقال: "وهذا أصح، عن حسين بن أبى سفيان عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
وقد سقط ذكر (أنس) من طريق ابن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن حسين بن أبى سفيان به ... ، في مطبوعة كتاب (علل ابن أبى حاتم) فصار وكأنه مرسل من هذا الطريق، ولم يفطن لهذا: المحدث أبو إسحاق الحوينى في "نافلته" [رقم ٤٤]، فزعم أن ابن فضيل قد خالف القاسم بن مالك في وصْله، ورواه مرسلًا، وجرى على ظاهر ما راه في "العلل"، وليس هذا بشئ؛ لأن الحديث عند المؤلف والبزار من طريق ابن فضيل موصولًا، ولا مجال لأن يتفذلك بعضهم، فيزعم أن ما وقع في "العلل" ربما كان من قبيل الاختلاف في سنده على ابن فضيل؛ لأن سياق كلام أبى زرعة هناك يُقضُّ هذا التفذلكَ قضَّا، فهو إنما ذكر رواية ابن فضيل: للتدليل على صحة قول من سمى شيخ عبد الرحمن بن إسحاق فيه بـ (حسين بن أبى سفيان) وليس: (سعيد بن أبى حسين).
ثم قال المحدث أبو إسحاق: "وهو ضعيف - يعنى الحديث - كيفما دار؛ لأن حسين بن أبى سفيان مجهول، ... " كذا قال واقتصر عليه، وغفل عن الراوى عنه (عبد الرحمن بن إسحاق الواسطى) فعاكس بذلك النور الهيثمى.
وللحديث طريق آخر يرويه عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس به نحوه .... عند الترمذى والنسائى وجماعة؛ والمحفوظ فيه مرسل كما شرحناه في (غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار) وراجع "الضعيفة" [٨/ ١٦٥].
وللحاديث شواهد لكن دون هذا السياق جميعًا، والله المستعان؛ ثم ظفرت بطريق ثان عن أنس به نحوه ... عند أبى سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" [رقم ٢١]، وسنده مظلم جدًّا، واستيفاء الكلام عليه في "غرس الأشجار" أعاننا الله على إتمامه بخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>