قلتُ: زياد هذا مضى كلام النقاد عليه بالحديث الماضى؛ وهو شيخ ضعيف على التحقيق، ثم إن الراوى عنه (عمارة بن زاذان) مختلف فيه، وجمهور النقاد عل تضعيفه أيضا، بل كان يروى مناكير من حديث أنس، كما جزم بذلك الإمام أحمد، ونقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٦/ ٣٦٥]. والله المستعان. ٤٢٩٨ - صحيح دون قوله: (أو كبيرًا): أخرجه الترمذى [٣١٩]، من طريق نوح بن قيس عن عبد الرحمن مولى قيس عن زياد النميرى عن أنس. قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الدولابى في "الكنى" [رقم ٩٩٧]، والبخارى في "تاريخه" [٥/ ٣٢٩]. وقال المباركفورى في "شرح الترمذى" [٢/ ٢٢٥]: "هو حديث ضعيف؛ لأن في سنده راويًا مجهولًا، وراويًا ضعيفًا". قلتُ: أما المجهول: فهو عبد الرحمن مولى قيس، وهو البصرى أبو عمرو الحدانى، تفرد عنه نوح بن قيس بالرواية كما جزم به الذهبى في "الميزان" [٢/ رقم ٥٠٢٢]، ولم يوثقه أحد فيما أعلم. وأما الضعيف: فهو زياد النميرى. وقد مضى الكلام عليه في الماضى وقبل الماضى، وقد أشار المنذرى إلى تضعيف الحديث بقوله في "ترغيبه" [١/ ١٢٠]: (وروى عن أنس - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... ) وساق الحديث. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: أقربها للشهادة للفظ المؤلف: حديث جابر عند ابن ماجه [٧٣٨]، وغيره مرفوعًا: (من بنى مسجدًا لله كمفحص قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتًا في الجنة) وسنده صحيح مستقيم؛ ولا يصح في هذا الباب غيره بهذا السياق، كما بسطنا ذلك في "غرس الأشجار".