للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ربعى بن حراشٍ، عن أبى الأبيض، عن أنس بن مالكٍ، قال: كنا نصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر والشمس بيضاء محلقةٌ، فآتى عشيرتى فأجدهم جلوسًا، فأقول لهم: قوموا فصلوا، فقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


= والمزى في "تهذيبه" [٣٣/ ١١]، والبخارى في "الكنى" [رقم ٤٦]، وابن عبد البر في "التمهيد" [١/ ٢٩٧]، و [١/ ٢٩٨]، وابن العديم في "بغية الطلب" [٤/ ٢٨٠]، وبحشل في "تاريخ واسط" [ص ٦٤]، وغيرهم من طرق منصور بن المعتمر عن ربعى بن حراش عن أبى الأبيض العنسى عن أنس به .... وهو عند بعضهم نحوه ... وهو عند النسائي والطيالسى والطبرانى وابن العديم مختصرًا، وهو رواية لأحمد، والمزى، ولفظ النسائي: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى بنا العصر، والشمس بيضاء محلقة).
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ رجاله كلهم أئمة كبار، سوى أبى الأبيض العنسى وهو الشامى، ويقال: المدنى، روى عنه ربعى بن حراش وإبراهيم بن أبى عبلة ويمان بن المغيرة وغيرهم؛ ولم يوثقه نصا إلا العجلى وحده، وتبعه الذهبى في "الكاشف" [٢/ ٤٠٥]، والحافظ في التقريب [١/ ٦١٧]، والصواب أنه دون الثقة وفوق المقبول.
وقد كان أبو الأبيض - يرحمه الله - شيخًا مجاهدًا غزاء صالحًا؛ قوالًا بالمعروف، ونهاء عن المنكر؛ لم يكن يخشى في الله لومة لائم، ولا بطشة ملك جبار غاشم، وقد كان يصدع بالحق في وجه الطاغية الحجاج الثقفى - قبحه الله - في وقت كان أكثر أقرانه يهابون لقيا الحجاج فضلًا عن تقبيحه من جراء عظيم ما فتق به في الإسلام وحصد من رؤوس الصالحين من الأنام، ولم يكن أبو الأبيض ممن يقيم لهذا المجرم وزنًا، ولا يعرف له رأسًا ولا ذنبًا، بل كان يصكه بالحق صك الجندل، وقد مات أبو الأبيض مقتولًا في غزو الطوانة سنة ثمان وثمانين؛ وكان صاحب حكمة ومعارف: جعلت أبا نعيم الأصبهانى الحافظ يدرجه في كتابه "حلية الأولياء" [٣/ ١١١]، وساق له هذا الحديث ثم قال: "رواه الثورى وزائدة عن منصور مثله؛ ولا يعرف لربعى عن أبى الأبيض عن أنس غيره"، وأبو الأبيض: لا يعرف له اسم، كما قال أبو زرعة؛ وقد سماه ابن أبى حاتم بـ (عيسى) ووهمه ابن عساكر وغيره في ذلك، وكان مقلًا جدًّا من الرواية، بحيث لم يعرفه الإمام أحمد لما سأله ابن هانئ عنه في "مسائله" [رقم ٢٢٦١]، ولا يضره ذلك إن شاء الله، وللرجل ترجمة صالحة في "تاريخ ابن عساكر" [٦٦/ ٧ - ١٠]، وعنه نقل ترجمته المزى وغيره في "التهذيب وذيوله"، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه ... دون هذا السياق جميعا. وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

<<  <  ج: ص:  >  >>