قلتُ: وهذا إسناد صحيح لولا أنه منقطع، فقال النسائي عقب روايته: (يحيى بن أبى كثير لم يسمعه من أنس) وقال ابن السكن: "لا يصح سماع يحيى بن أبى كثير من أنس". وقال الحاكم أيضًا عقب روايته: (قد ثبت عندنا من غير وجه رواية يحيى بن أبى كثير عن أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه هذا الحديث) ومستند هؤلاء هو تصريح يحيى بن أبى كثير - في بعض طرقه - بكونه لم يسمع الحديث من أنس، فوقع عند النسائي في الموضع الثاني والأخير: قول يحيى: (حُدِّثت عن أنس) ومثله عند الحاكم أيضًا، فالحديث منقطع، زيادة على كون يحيى لا يصح له سماع من أنس أصلًا، إنما رآه رؤية فقط كما جزم بذلك جماعة من النقاد ومثله في ذلك مثل الأعمش وأيوب السختيانى وأضرابهما. وقد قال ابن عساكر عقب روايته: "هذا حديث غريب، ولم يثبت سماع يحيى من أنس" وقال البيهقى أيضًا: "هذا مرسل، لم يسمعه يحيى عن أنس؛ إنما سمعه عن رجل من أهل البصرة يقال له: عمرو بن زنيب، ويقال: ابن زبيب - عن أنس". قلتُ: إن صح هذا: فالإسناد ضعفه هين، فإن عمرو بن زبيب هذا - مع الاختلاف في اسم أبيه - شيخ مجهول الصفة، وقد مضى له حديث عند المؤلف [برقم ٤٠٤٦]، من روايته عن أنس؛ وعنه يحيى بن أبى كثير أيضًا، وفى "مراسيل ابن أبى حاتم" [ص ٢٤٣]، سئل أبو زرعة الرازى: عن رواية يحيى بن أبى كثير عن أنس هذا الحديث، فقال: =