للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "هو متصل، رواه خالد بن الحارث حدّثنا هشام عن يحيى قال: بلغنى عن أنس، ... وقد رأى يحيى أنسًا ولم يسمع منه" ثم قال أبو زرعة: يحيى بن أبى كثير: بلغه عن أنس، وحديثه عنه مرسل أصح، وهذا وهم، يعنى المرفوع؛ يعنى في حديثه عن أنس: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار".
قلتُ: ويُسْتَشْكَل حُكْمه للحديث بالاتصال؛ مع جزمه بكون يحيى عن أنس مرسل، بل وهو الأصح، فالظاهر أن في أول كلامه سقطًا، تقديره: (ما هو متصل) فسقط: (ما) من مطبوعة "المراسيل"، ويؤيده كلام أبى زرعة نفسه في إعلال الحديث، ولعل الأقرب: هو أن تكون تلك العبارة: (هو متصل) جملة استفهامية صدرت من بعضهم لأبى زرعة، يسأله عن اتصال الحديث، فعبارة ابن أبى حاتم في "المراسيل" هكذا: "قيل لأبى زرعة: يحيى بن أبى كثير عن أنس بن مالك: (أفطر عندكم الصائمون) قال: هو متصل؟! قال: رواه خالد بن الحارث ... إلخ".
فقوله: "قال" الأولى: ليس عائدًا على أبى زرعة، إنما مرجعه إلى السائل المبهم في قوله: "قيل لأبى زرعة ... " كأنه ساق له الحديث، ثم قال: (هو متصل؟!) بحذف أداة الاستفهام؛ طلبًا للاختصار، أما قوله: "قال" الثانية: فهو ابتداء كلام أبى زرعة على الحديث.
• والحاصل: أن الإسناد منقطع، فإن ثبت ما قاله البيهقى من كون يحيى قد سمع الحديث من عمرو بن زبيب عن أنس به ... ، فالإسناد ضعيف ضعفًا محتملًا، وقد رواه عن يحيى جماعة: منهم هشام الدستوائى كما مضى، وتابعه الأوزاعى - واختلف عليه - وهشام بن حسان - إن كان محفوظًا - والخليل بن مرة وغيرهم، واختلف في سنده على الخليل بن مرة، كما يأتى بسطه بعد قليل: [برقم ٤٣٢٢].
وقد توبع عليه يحيى: تابعه جماعة كثيرة عن أنس به .... وبعضهم في سياق أطول، منهم: ثابت البنانى وقتادة وعبد الحكم بن زياد القسملى ويحيى بن سعيد، وغيرهم، وكلها غير محفوظة، اللَّهم إلا طريق ثابت البنانى وحده، وله عن ثابت طريقان:
الأول: طريق معمر بن راشد عنه عن أنس به مثله مرفوعًا ... إلا أنه قال في أوله: (عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعد بن عبادة؛ فجاء بخبز وزيت؛ فأكل ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ... ) أخرجه أبو داود [٣٨٥٤]، وجماعة كثيرة.
وقد صحح سنده السراج بن الملقن في "البدر المنير" [٨/ ٢٩]، وفى خلاصة "البدر المنير" =

<<  <  ج: ص:  >  >>