• والحاصل: أن طريق معمر هذا غير محفوظ، ويؤيده: أنه قد شك في روايته عند جماعة، فقال: (عن ثابت عن أنس أو غيره) ولسنا نضعف رواية معمر عن ثابت ابتداءً، بل قد احتج مسلم بتلك الترجمة في "صحيحه" وعلقها البخارى، وصحح له الترمذى وابن خزيمة والحاكم وغيرهم؛ فهى على السلامة أبدًا ما لم يخالف معمرًا فيها من هو أوثق منه، في ثابت البنانى، أو ينكرها عليه بعض نقاد الصنعة من حذاق المتقدمين، وحديثه هنا عن ثابت: قد أنكره عليه العقيلى كما نقله عه الحافظ آنفًا، لكن قد يقال: إن وجد متابعة مستقيمة لمعمر فيه عن ثابت البنانى عن أنس، دل ذلك على أن معمرًا قد حفظه، ولم يغلط فيه، وقد وجدت هذه المتابعة. ٢ - فأخرج البيهقى في "الآداب" [رقم ٤٧٠]، وفى "الدعوات" [رقم ٤٣٦]، والطحاوى في "المشكل" [٤/ ١١٤]، والبزار في "مسنده" [٢/ رقم ٢٠٠٧/ كشف الأستار]، وغيرهم من طريق محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعى عن ثابت البنانى عن أنس به ... مثله بالمرفوع منه ... وفى أوله قصة عندهم. قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ وقد أعله جماعة من أصحابنا بعلل لا تثبت عند النقد، وقد قال البزار عقب روايته: "رواه جعفر بن سليمان ومعمر عن ثابت عن أنس" ورواية جعفر هذه تؤيد رواية معمر؛ وأنه حفظه عن ثابت البنانى، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، لكن لا يصح منها شئ قط، وكلها مناكير على التحقيق، ولا يثبت في هذا الباب: إلا حديث أنس وحده، والحديث قد صححه غير واحد من العلماء؛ وقد قواه الحافظ بطرقه في =