للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= [٢/ ٢١١]، وقبله الإمام النووى في "الأذكار" [رقم ٤٨٥، ٥٨٨]، وبعده الزين العراقى في "المغنى" [٢/ ١٠]، وتبعه تلميذه الشهاب ابن حجر في "التلخيص" [٣/ ١٩٩]، لكن الشهاب نقض غزله، وخالف نفسه، فعاد وتعقب شيخه على تصحيحه، فقال: "وفيه نظر، فإن فيه معمرًا، وهو وإن احتج به الشيخان؛ فإن روايته عن ثابت بخصوصه مقدوح فيها" نقله عنه المناوى في "الفيض" [٥/ ١٠٧]، وبمثل هذا تعقب النووى أيضًا على تصحيحه، وزاد بعض النقولات في تضعيف رواية معمر عن ثابت، منها قوله: "وساق العقيلى في "الضعفاء" عدة أحاديث من رواية معمر عن ثابت، منها هذا الحديث، وقال: كل هذه الأحاديث لا يتابع عليها، وليست محفوظة، وكلها مقلوبة) نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" [٤/ ٣٤٣]، وما نقله عن العقيلى، لم أجده في "ضعفائه"، والحافظ حجة في نقله؛ فلعل ذلك سقط مع ما سقط من تراجم في "ضعفاء العقيلى" المطبوع.
• والحاصل: أن طريق معمر هذا غير محفوظ، ويؤيده: أنه قد شك في روايته عند جماعة، فقال: (عن ثابت عن أنس أو غيره) ولسنا نضعف رواية معمر عن ثابت ابتداءً، بل قد احتج مسلم بتلك الترجمة في "صحيحه" وعلقها البخارى، وصحح له الترمذى وابن خزيمة والحاكم وغيرهم؛ فهى على السلامة أبدًا ما لم يخالف معمرًا فيها من هو أوثق منه، في ثابت البنانى، أو ينكرها عليه بعض نقاد الصنعة من حذاق المتقدمين، وحديثه هنا عن ثابت: قد أنكره عليه العقيلى كما نقله عه الحافظ آنفًا، لكن قد يقال: إن وجد متابعة مستقيمة لمعمر فيه عن ثابت البنانى عن أنس، دل ذلك على أن معمرًا قد حفظه، ولم يغلط فيه، وقد وجدت هذه المتابعة.
٢ - فأخرج البيهقى في "الآداب" [رقم ٤٧٠]، وفى "الدعوات" [رقم ٤٣٦]، والطحاوى في "المشكل" [٤/ ١١٤]، والبزار في "مسنده" [٢/ رقم ٢٠٠٧/ كشف الأستار]، وغيرهم من طريق محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعى عن ثابت البنانى عن أنس به ... مثله بالمرفوع منه ... وفى أوله قصة عندهم.
قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ وقد أعله جماعة من أصحابنا بعلل لا تثبت عند النقد، وقد قال البزار عقب روايته: "رواه جعفر بن سليمان ومعمر عن ثابت عن أنس" ورواية جعفر هذه تؤيد رواية معمر؛ وأنه حفظه عن ثابت البنانى، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، لكن لا يصح منها شئ قط، وكلها مناكير على التحقيق، ولا يثبت في هذا الباب: إلا حديث أنس وحده، والحديث قد صححه غير واحد من العلماء؛ وقد قواه الحافظ بطرقه في =

<<  <  ج: ص:  >  >>