قلتُ: ومداره على فليح بن سليمان، وليس هو ممن يحتج به عندنا، لكن البخارى كان ينتقى من أصوله: صحاح أحاديثه وما لم يغلط فيه، وقد صح عن أبى عبد الله الجعفى أنه قال: "كل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروى عنه، ولا أكتب حديثه" نقله عنه أبو عيسى الضرير في "علله الكبير" ونحوه في "جامعه" أيضًا [٢/ ١٩٨/ عقب رقم ٣٦٤]. وبهذا القول من البخارى: قبلنا روايته لأمثال: كاتب الليث؛ ومحمد بن فليح؛ وابن أبى أويس وأبيه؛ وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وهشام بن عمار، ونعيم بن حماد وأضرابهم ممن لا يحتج بحديثه عندنا على الانفراد، وفى المقام بحث قد استوفيناه في "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل". والله المستعان. والحديث قد رواه جماعة نحوه ... لكن بسياق أتم مثل الآتى؛ وله شواهد ذكرناها في "غرس الأشجار". ٤٣٣٠ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ١٢٨، ٢٢٨]، والبيهقى في "سننه" [١٩٢٥]، وحنبل بن إسحاق في "جزء من حديثه" [رقم ٤٦]، وغيرهم من طرق عن فليح بن سليمان عن عثمان بن عبد الرحمن التيمى عن أنس. به نحو هذا السياق، وليس عند البيهقى: (وكان لا يصلى الجمعة ... إلخ) وليس عند حنبل: (بقدر ما يذهب الرجل إلى بنى حارثة بن الحارث ويرجع قبل غروب الشمس) وهو عند أحمد في الموضع الأول: مختصرًا أيضًا ببعضه. قلتُ: وسنده على شرط البخارى، وهو عنده - وجماعة كثيرة - مختصرًا كما مضى في الذي قبله. ٤٣٣١ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٤١٤٥].