للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنى أنس بن مالكٍ، قال: بعثنى أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأدعوه، وقد جعل له طعامًا، قال: فأقبلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الناس، قال: فنظر إليَّ فاستحييت، فقلت: أجب أبا طلحة، فقال للناس: "قُومُوا"، فقال أبو طلحة: يا رسول الله، إنما صنعت شيئًا لك! قال: فمسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا لها فيه بالبركة، وقال: "أَدْخِلْ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِى عَشَرَةً"، قال: "كُلُوا"، فأخرج لهم شيئًا بين أصابعه، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا، فما زال يدخل عشرةً ويُخرج عشرةً حتى لم يبق منهم أحدٌ إلا دخل فأكل حتى شبع، قال: ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها.

٤٣٣٢ - حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، ومحمد بن بشر، عن زكريا بن أبى زائدة، عن سعيد بن أبى بردة، عن أنس بن مالكٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ يَأْكُلُ الأَكْلَةَ أَوْ يَشْرَبُ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا".


٤٣٣٢ - صحيح: أخرجه مسلم [٢٧٣٤]، والترمذى [١٨١٦]، وأحمد [٣/ ١٠٠، ١١٧]، وابن أبى شيبة [٢٤٤٩٩، ٢٩٥٦٦]، والنسائي في "الكبرى" [٦٨٩٩]، والبيهقى في "الشعب" [٥/ رقم ٦٠٤٦]، وفى "الدعوات" [رقم ٤٢٨]، والقضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ١٠٩٨، ١٠٩٩]، وهناد في "الزهد" [٢/ رقم ٧٧٥]، والمزى في "تهذيبه" [١٠/ ٣٤٧]، والبغوى في "شرح السنة" [٥/ ٤٣٧]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم ١١٣٥]، وابن منده في "التوحيد" [رقم ١٤١]، وابن السنى في "اليوم والليلة" [رقم ٤٨٥]، وابن الأعرابى في "المعجم" [رقم ٥٩]، والدينورى في "المجالسة" [رقم ٣٤٩٠]، والترمذى أيضًا في "الشمائل" [رقم ١٩٤]، وغيرهم من طرق عن زكريا بن أبى زائدة عن سعيد بن أبى بردة عن أنس به ... وهو عند بعضهم نحوه. وقد زاد مسلم وجماعة قوله: (فيحمده عليها ... ) بعد قوله: (يأكل الأكلة).
قال الترمذى: "هذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد عن زكريا بن أبى زائدة نحوه، ولا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبى زائدة" وقال البغوى: "هذا حديث صحيح ... ".
قلت: لكن أعله الإمام في "الإرواء" [٧/ ٤٧]، فقال: "رجاله كلهم ثقات؛ إلا أن زكريا هذا مدلس كما قال أبو داود وغيره، وقد عنعنه عند الجميع، فلعل العنعنة هي التى حملت الترمذى على الاقتصار على تحسين حديثه، لكن العنعنة إن اعتد بها؛ فهى سبب للتضعيف لا للتحسين) كذا يقول، وإعلاله الإسناد بعنعنة زكريا ليس بشئ، وفهمه لتحسين الترمذى عجب آخر، =

<<  <  ج: ص:  >  >>