للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٤٧ - حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا الفضل بن دكينٍ، عن زهيرٍ، عن عثمان بن حكيمٍ، عن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أبى طلحة الأسدى، عن أنس بن مالكٍ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج فرأى قبةً مشرفةً، فقال: "ما هَذِهِ؟ " قال له أصحابه: هذه لرجلٍ من الأنصار، فمكث وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله فسلم في الناس أعرض عنه، فصنع ذلك به مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللَّه إنى لأنكر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما أدرى ما حديثٌ فيَّ وما صنعت؟ قالوا: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى قبتك، فقال: "لمِنْ هَذِهِ؟ " فأخبرناه،


٤٣٤٧ - حسن: أخرجه أبو داود [٥٢٣٧]، والبيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١٠٧٠٤]، وابن أبى الدنيا في "قصر الأمل" [رقم ٢٤١]، والطحاوى في "المشكل" [٣/ ٢٥]، والبخارى في "تاريخه" [١/ ٨٧]، - معلقًا - والضياء في "المختارة" [رقم ٢٧٤٧]، وغيرهم من طرق عن زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم بن عباد الأنصارى عن إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشى عن أبى طلحة الأسدى عن أنس به .... وهو عند البخارى إشارة؛ ولم يسبق ابن أبى الدنيا لفظه، وإنما أحال على لفظ نحوه، وعند الجميع - سوى المؤلف والضياء - في آخره: (إلا ما إلا ما لا) وزاد أبو داود وحده: (يعنى ما لا بد منه) ولا أدرى قائل: (يعنى: ما لا بد منه)، وهى مدرجة عند المؤلف والضياء كما يظهر.
قال الإمام العلامة ابن مفلح في "الآداب الشرعية" [٤/ ١١٣]، بعد أن ساقه من طريق أبى داود: "إسناده جيد، وأبو طلحة روى عنه جماعة، ولم أجد فيه كلامًا" وتابعه الحافظ العراقى على تجويد سنده في المغنى" ٤١/ ١١٩]، واعترض ذلك الحافظ في "الفتح" [١١/ ٩٣]، فقال: "رواته موثقون إلا الراوى عن أنس، وهو أبو طلحة الأسدى، فليس بالمعروف ... ".
قلتُ: وقد ترجمه في "التقريب" فقال: "مقبول" ولا يوافق عليه، وأبو طلحة الأسدى هذا: ذكروا خمسة من الثقات الكبار رووا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" [٥/ ٥٧٤]، وما غمزه أحد، ولا أنكر عليه شئ أعلمه، فهو صدوق كما قال الذهبى في "الكاشف" [٢/ ٤٣٧]، والراوى عنه صدوق أيضًا؛ فالإسناد عندى: حسن صالح إن شاء الله، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه باختصار، وكلها معلولة، لا يصح منها شئ قط.
وللمرفوع من الحديث: شواهد تالفة الأسانيد أيضًا .. ولعلنا نبسط الكلام على تلك الطرق والشواهد في مكان آخر. واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>