قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثورى، لم نكتبه إلا من حديث زافر" .. قلتُ: بل هو منكر من حديث الثورى غير محفوظ، ومحمد بن شعيب هو ابن داود التاجر الأصبهانى؛ غمزه أبو الشيخ وأبو نعيم برواية الغرائب عن الرازيين، ولم أجد من وثقه أو مشاه، فالآفة منه، والطريق الأول هو الصواب عن زافر؛ وقد قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن شبيب بن بشر إلا إسرائيل، تفرد به زافر". قلتُ: بل توبع عليه إسرائيل كما مضى؛ وزافر مختلف فيه، وأحاديثه عندى زفرة، تعرف منه وتنكر، وهو إلى الضعف أقرب، فالعمدة على الطريق الأول عند المؤلف وابن أبى عاصم وغيرهما، ورجاله ثقات سوى شبيب بن بشر راويه عن أنس، فقد وثقه ابن معين؛ وتابعه ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٣٥٩]، إلا أنه قال: "يخطئ كثيرًا" وقال أبو حاتم الرازى: "هو لين الحديث، حديثه حديث الشيوخ" وقد ذكره ابن شاهين وابن خلفون في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ" فالإسناد محتمل التحسين. وللحديث طريق آخر عن أنس به .... عند القضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ٣٢١]، وسنده منكر، وطريق ثالث عند الخطيب في "تاريخه" [٢/ ٣٦٠]، وسنده غريب تالف، وقد اختلف في سنده عند القضاعى، كما تراه عند العقيلى في "الضعفاء" [٤/ ٣٤٥]. وأصح طرقه عن أنس هو الطريق الأول وعنه يقول المنذرى في "الترغيب" [٤/ ١١٤]: "رواه أبو يعلى ورواته ثقات" ومثله قال الهيثمى في "المجمع" [٥/ ٥٢٣]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٥/ ٤٦]، وللحديث طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة به مثله ونحوه، وأكثرها مناكير على التحقيق، لكن الباقى منها يصلح أن ينهض بمجموع طرقه لهذا الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله. فراجع "الصحيحة" [٦/ ٣٧٥]، للإمام. واللَّه المستعان.