قال الترمذى: "هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه؛ وعنبسة يضعف في الحديث، وعبد الملك بن علاق مجهول "قال ابن الجوزى: "أما عنبسة: فقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم الرازى: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: "لا أصل لهذا الحديث" وقال العراقى في "شرح الترمذى" كما في "الفيض" [٣/ ٢٥١]: "ومدار الحديث على عنبسة هذا؛ ومِنْ ثَمَّ حكَم ابن الجوزى بوضعه، وكذا الصنعانى". قلتُ: والراوى عنه محمد بن يعلى هو المعروف بـ (زنبور) تركه جماعة أيضًا، لكنه توبع عليه كما يأتى. وعبد الملك بن علاق: جهله الترمذى كما مضى، وتابعه الذهبى في "الكاشف" والحافظ في: "التقريب" ونقل الذهبى في "ميزانه" [٢/ ٦٦٠]، عن الأزدى أنه قال عنه: "متروك الحديث" وهو مع جهالته، فقد كان عنبسة القرشى يضطرب في اسمه على ألوان؛ مراوغة منه لإخفاء حاله، وتعميته كى يظن مَنْ لا يدرى: أن لعنبسة فيه عدة شيوخ، فرواه محمد بن يعلى عن عنبسة فقال: (عن عبد الملك بن علاق) كما عند الترمذى، ومن طريقه ابن الجوزى وابن عدى والمزى؛ وعند المؤلف: (عن ابن علاق) فنسبه إلى أبيه ولم يُسَمِّه، وهذان لونان مِنْ تلُّون عنبسة في اسم شيخه، ولون ثالث؛ فرواه عنه عبد الله بن الحارث المخزومى المكى فَقال: (عن علاق بن أبى مسلم) هكذا أخرجه القضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ٧٣٥]، وتصحف (عبد الله بن الحارث) عنده في سنده إلى: (عبيدة بن الحارث) وقد توبع عبد الله بن الحارث على هذا اللون عن عنبسة؛ تابعه غسان بن عباد وإسماعيل بن أبان، كما ذكره المزى في "تهذيبه" [١٨/ ٣٧٧]، ولون رابع؛ فرواه ابن السماك الواعظ عن عنبسة فقال: (عن مسلم عن أنس مرفوعًا: لا تدعوا عشاء الليل، ولو بكف من حشف؛ فإن تركه مهرمة) وفى لفظ: ( ... ولو بكف من حيس؛ فإن بركته تهرب). =