للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأبو أمامة بن سهل بن حنيف مختلف في صحبته، والصواب: أنه يثبت له الرؤية دون السماع، وهو معدود من كبار التابعين الذين لا يكادون يروون إلا عن الصحابة رأسًا، وحديثه هنا: قد احتمل الحافظ في "التعجيل" أنه ربما يكون قد حمله عن والده سهل بن حُنَيف أو غيره من أهله، فإن لم يثبت هذا؛ فهو ثابت بشواهده إن شاء الله.
ومن تلك الشواهد: ما رواه ابن سعد في "الطبقات" [٣/ ٦١٠]، قال: (أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا زهير - هو ابن معاوية - عن أبى الزبير - هو محمد بن مسلم - عن عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسعد بن زرارة مرتين ... ).
قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وابن شعيب والراوى عنه صدوقان مشهوران، ومن دونهما ثقتان معروفان؛ وأبو الزبير وإن رمى بالتدليس، إلا أنه ما كان يفعله إلا عن جابر بن عبد الله وحده، كما مضى شرح ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم ١٧٦٩].
وعمرو بن شعيب معدود من صغار التابعين، وإبهام الصحابى لا يضر كما هو مذهب جمهور أهل العلم؛ خلافًا لأبى محمد الفارسى وبعضهم، ثم رأيت الإمام أحمد: قد أخرج تلك الرواية الماضية في "مسنده" [٤/ ٦٥، ٣٧٨]، من طريق زهير بن معاوية عن أبى الزبير به ... إلا أنه قال: (عن عمرو بن شعيب عن أبيه) فزاد فيه (عن أبيه) هكذا رواه أحمد من طريق الحسن بن موسى الأشيب عن زهير به ...
وقد خولف فيه الأشيب؛ خالفه أبو نعيم الملائى كما مضى عند ابن سعد، وهكذا رواه أحمد بن يونس الحافظ عند الطحاوى في "شرح المعانى" [٤/ ٣٢١]، ومثلهما على ابن الجعد في "مسنده" [٢٦٢٥]، ثلاثتهم عن زهير عن أبى الزبير عن عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبي به ... ، ولم يذكروا فيه: (عن أبيه) وهذا هو الأصح عندى، وأرى أن الحسن الأشيب كاد أن يسلك الجادة في روايته، كما وقع في ذلك محمد بن كثير العبدى، فروى الحديث عن الثورى عن أبى الزبير فقال: عن جابر: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كوى سعد بن زرارة في أكحله) هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٦/ ١٢٥]، ووقع غلط في متنه في مطبوعة "كامل ابن عدى" وهى مليئة بكل شئ ردئ.
والمحفوظ عن أبى الزبير: هو الطريق الأول؛ وللحديث شواهد أخرى يثبت بها بلا ريب، ناهيك عن شهرة ذلك بين النقلة وحملة الآثار من كون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كوى ابن زرارة. وراجع ما علقناه على الماضى [برقم ٣٥٨٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>