قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه أبو أحمد العسكرى في "الأمثال" كما في "المقاصد" [ص ١٦٣]، والسخاوى في "الجواهر والدرر" [١/ ٤ - ٥]، وقال أبو نعيم عقب روايته: "غريب من حديث الثورى عن حبيب، تفرد به عنه يحيى بن يمان". وقبله قال شيخه أبو القاسم اللخمى: "لم يرو عن سفيان إلا ابن يمان" وابن اليمان هذا تكلموا في حفظه، ووصفه غير واحد بكثرة الخطأ، وكان قد تغير بأخرة أيضًا، وكان صاحب مناكير عن الثورى خاصة، فقال الإمام أحمد: "حدث عن الثورى بعجائب، لا أدرى لم يزل هكذا أو تغير حين لقيناه، أو لم يزل الخطأ في كتبه ... " وقال وكيع: "هذه الأحاديث التى يحدث بها يحيى بن يمان ليست من أحاديث سفيان" ولم يرو له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه، وفد اضطرب في إسناده أيضًا، كما يأتى الكلام عليه بعون الله. وفى الإسناد ثلاث علل أخرى: الأولى: حبيب بن أبى ثابت إمام فقيه معروف، إلا أنه قد ثبت عليه التدليس وصفًا وفعلًا، وصفه به ابن خزيمة والدارقطنى وغيرهما، كما نقله عنهما الحافظ في "طبقات المدلسين" [ص ٣٧]، ثم قال: "ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه - يعنى عن حبيب - أنه كان يقول: لو أن رجلًا حدثنى عنك، ما باليت إن رويته عنك - يعنى - وأسقطته من الوسط". =