للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد عنعنه في جميع طرقه التى وقفت عليها، ثم رأيته صرح بالسماع عند ابن أبى عاصم في "الزهد"، لكن في الطريق إليه: (أبو هشام الرفاعى) وهو محمد بن يزيد الكوفى الذي يقول عنه البخارى: "رأيتهم مجتمعين على ضعفه" وهو من رجال "التهذيب" وروايته عند مسلم في المتابعات والشواهد، وهو يروى هذا الحديث عن يحيى بن يمان عن الثورى عن حبيب به ...
وقد مضى أن ابن اليمان هذا ليس بقوى على نكارة حديثه عن الثورى خاصة، فالطريق لا يثبت عن الثورى ولا عن حبيب أصلًا، فسواء صرح حبيب بالسماع أم لم يصرح؛ فهو برئ من عهدته.
والثانية: ميمون بن أبى شيبب هو أبو نصر الكوفى الصدوق المعروف؛ لكن لم يثبت له السماع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما أشار إلى ذلك عمرو الفلاس وقال: "ولم أخبر أن أحدًا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " كما نقله عنه المزى في ترجمة ميمون من "تهذيبه" [٢٩/ ٢٠٧]، ثم سماعه من عائشة خاصة؛ قد نص جماعة على عدم ثبوته، فقال ابن أبى حاتم في "المراسيل" [ص ٢١٤]: "قيل لأبى: ميمون بن أبى شبيب عن عائشة متصل؟! قال: لا".
بل قال أبو داود عقب روايته: "ميمون لم يدرك عائشة" وهذا أعم من نفى السماع، وبتلك العلة: أعله البيهقى في "الشعب" [٧/ ٤٦٢]، وقال: "مرسل" يعنى منقطع، لكن تلك العلة لم تعجب أبا عمرو بن الصلاح، فقد ناقش أبا داود في قوله الماضى آنفًا، وقال في كتابه صيانة "صحيح مسلم" [ص ٨٤]، وكذا في "التحرير بشرح صحيح مسلم" كما في "التقييد والإيضاح" [ص ٣٢٩]: "وفيما قاله أبو داود توقف ونظر، فإنه - يعنى ابن أبى شبيب - كوفى متقدم، قد أدرك المغيرة بن شعبة، ومات المغيرة قبل عائشة - رضى الله عنها - وعند مسلم التعاصر مع إمكان التلاقى كاف في ثبوت الإدراك، فلو ورد عن ميمون ذا أنه قال: "لم ألق عائشة" أو نحو هذا، لاستقام لأبى داود الجزم بعدم إدراكه، وهيهات ذلك".
قلتُ: كذا يتمحل، وقد ظن أنه بتلك الفذلكة في رد كلام أئمة هذا الشأن، قد صفا له ثبوت الحديث، فجازف وجزم بصحته في "معرفة أنواع علوم الحديث" [ص ١٨٢]، ولم يفعل شيئًا، وقد تعقبه الحافظ العراقى بكلام جيد في "التقييد والإيضاح" [ص ٣٢٩]، ونازعه في ثبوت سماع ميمون من المغيرة بن شعبة، وقال: "لم أر أحدًا صرح بسماعه من المغيرة، ولكن المؤلف - يعنى ابن الصلاح - لما رأى مسلمًا روى في "مقدمة صحيحه" عن المغيرة بن شعبة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين" حمله على الاتصال، =

<<  <  ج: ص:  >  >>