وأما: عمرو بن عثمان: فقد اختلِف في اسمه أيضًا، فقيل: (عمرو بن عثمان بن هانئ) كما عند الجميع، وقيل: (عثمان بن عمرو بن هانئ، كما أخرجه أحمد [٦/ ١٥٩]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٦/ ٢٩٨]، من طريق أبى عامر العقدى عن هشام بن سعد عن عثمان بن عمرو بن هانئ عن عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة عن عائشة به نحوه. قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البزار في "مسنده" [٤/ رقم ٣٣٠٥/ كشف الأستار]، وقال عقبه: "لا نعلم روى عاصم بن عمرو بن عثمان عن عروة إلا هذا". قلتُ: وقد مضى أنه شيخ نكرة، وقال ابن عساكر عقب روايته: (كذا قال، وصوابه: "عمرو بن عثمان بن هانئ" يعنى أن اسمه انقلب على بعضهم، ومثله قال الحافظ في (تهذيبه/ ترجمة عمرو بن عثمان) ثم قال: (وقد رواه الذهلى عن أبى همام عن هشام بن سعد على الصواب) يعنى: (عن هشام بن سعد عن عمرو بن عثمان). فكأن الحافظ يشير بهذا: إلى أن أبا عامر العقدى هو الذي وهم فيه، لكن يعكر عليه: أن إسحاق بن بهلول الحافظ قد روى هذا الحديث عن ابن أبى فديك فقال: عن عثمان بن هانئ عن عاصم بن عمرو عن عروة عن عائشة به ... عند البزار في "مسنده" [٤/ ٣٣٠٤/ كشف الأستار]. نعم: خولف فيه ابن بهلول، خالفه دحيم الحافظ، فرواه عن ابن أبى فديك فقال: (عن عمرو بن عثمان بن هانئ) كما عند ابن عساكر وابن حبان، وهكذا قاله إبراهيم بن عبد الله الهروى عن ابن أبى فديك عند ابن أبى الدنيا، وتابعهما: موسى بن أيوب عند الطبراني أيضًا؛ فيمكن أن يقال: بأن إسحاق بن بهلول قد انقلب عليه اسم شيخ شيخه، وربما كان ذلك من الراوى عن إسحاق، وهو الحافظ البزار نفسه، فقد كان كثير الخطأ كما قال الدارقطنى. و (عمرو بن عثمان) هذا مع الاختلاف في اسمه، قد انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" [٨/ ٤٧٨]، وروى عنه جماعة، وقال الحافظ: (مستور) وهو من رجال أبى داود أيضًا. وأراه حسن الحديث إن شاء الله؛ كما حققته في مكان آخر، فآفة الإسناد: هي (عاصم بن عمر بن عثمان) وبه أعله الهيثمى كما مضى؛ وقد جزم البزار والطبرانى بتفرده به عن عروة، ولفظ الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عاصم بن عمرو إلا عمرو بن عثمان، تفرد به ابن أبى فديك) =