لكن للحديث طريق آخر: يرويه مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمدانى أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: لا يا ابنت الصديق، ولكنهم يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم؛ أولئك الذين يسارعون في الخيرات) أخرجه الترمذى [٣١٧٥]- واللفظ له - وابن ماجه [٤١٩٨]، وأحمد [٦/ ١٥٩، ٢٠٥]، والحاكم [٢/ ٤٢٧]، والبيهقى في "الشعب" [١/ رقم ٧٦٢]، وابن راهويه [١٦٤٣]، والحميدى [٢٧٥]، والبغوى في "تفسيره" [١/ ٤٢١]، وابن بطة في الإبانة [رقم ١١٦٩]، والكلاباذى في بحر "الفوائد" [رقم ٢٤]، والطبرى في "تفسيره" [٩/ ٢٢٤]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة" [ص ٦٠]، والثعلبى في "تفسيره" [٩/ ٢٥٠]، والبيهقى في "المعرفة" [رقم ٦٣٦٩]، والمزى في "تهذيبه" [١٧/ ١٤٥]، وغيرهم من طرق عن مالك بن مغول به ... قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قلتُ: كلا، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب لم يلق عائشة أصلًا، كما جزم به أبو حاتم الرازى، كما في "المراسيل" [ص ١٢٧]، وقال المزى في ترجمته من "تهذيبه" [١٧/ ١٤٤]: "روى عن أبيه و ... وعائشة أم المؤمنين، وقيل إنه لم يدركها" فالإسناد معل بالانقطاع، ولهذا لما نقل الحافظ العراقى في "المغنى" [٤/ ٧٠]، تصحيح الحاكم، تعقبه بقوله: "قلتُ: بل منقطع بين عائشة وبين عبد الرحمن بن سعيد بن وهب". وقال الترمذى عقب روايته: "وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبى حازم عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا".=