للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في قوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (٦٠)} [المؤمنون: ٦٠]، قالت: قال: "يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ - أَوْ يَا بِنْتَ أَبِي بَكر - الَذِينَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَهُمْ يَفْرَقُونَ أَنْ لا تُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَيَفْرَقُونَ أَنْ لا تُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ".


= والعوام بن حوشب لم يدرك عائشة بالاتفاق، ولا تنفع متابعة هشيم لليث؛ لكونه يدلس وقد عنعنه، فالإسناد لا يثبت إلى العوام أصلًا، ولو ثبت؛ فقد عرفت حاله.
لكن للحديث طريق آخر: يرويه مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمدانى أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: لا يا ابنت الصديق، ولكنهم يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم؛ أولئك الذين يسارعون في الخيرات) أخرجه الترمذى [٣١٧٥]- واللفظ له - وابن ماجه [٤١٩٨]، وأحمد [٦/ ١٥٩، ٢٠٥]، والحاكم [٢/ ٤٢٧]، والبيهقى في "الشعب" [١/ رقم ٧٦٢]، وابن راهويه [١٦٤٣]، والحميدى [٢٧٥]، والبغوى في "تفسيره" [١/ ٤٢١]، وابن بطة في الإبانة [رقم ١١٦٩]، والكلاباذى في بحر "الفوائد" [رقم ٢٤]، والطبرى في "تفسيره" [٩/ ٢٢٤]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة" [ص ٦٠]، والثعلبى في "تفسيره" [٩/ ٢٥٠]، والبيهقى في "المعرفة" [رقم ٦٣٦٩]، والمزى في "تهذيبه" [١٧/ ١٤٥]، وغيرهم من طرق عن مالك بن مغول به ...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلتُ: كلا، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب لم يلق عائشة أصلًا، كما جزم به أبو حاتم الرازى، كما في "المراسيل" [ص ١٢٧]، وقال المزى في ترجمته من "تهذيبه" [١٧/ ١٤٤]: "روى عن أبيه و ... وعائشة أم المؤمنين، وقيل إنه لم يدركها" فالإسناد معل بالانقطاع، ولهذا لما نقل الحافظ العراقى في "المغنى" [٤/ ٧٠]، تصحيح الحاكم، تعقبه بقوله: "قلتُ: بل منقطع بين عائشة وبين عبد الرحمن بن سعيد بن وهب".
وقال الترمذى عقب روايته: "وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبى حازم عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا".=

<<  <  ج: ص:  >  >>