قلتُ: وسنده صحيح مع إرساله؛ لكن عروة مكثر جدًّا عن عائشة، وقد سمع منها قصة الإفك بطولها؛ فيشبه أن يكون قد أخذ ذلك عنها، ويؤيده ما رواه محمد بن إسحاق قال: حدثنى عبد الله بن أبى بكر عن عمرو ابن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: (لما تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصة التى نزل بها عذرى على الناس؛ نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر برجلين وامرأة ممن كان باء بالفاحشة في عائشة؛ فَجُلدُوا الحد، قال: وكان رماها عبد الله بن أبى بن سلول ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش ... ). قلت: وقائل: "وكان رماها ... إلخ" هو ابن إسحاق؛ ومن طريقه: أخرجه البيهقى في "سننه" [١٦٩٠٨]، وفى "الدلائل" [رقم ١٤١٦]- واللفظ الماضى له - وأبو داود [٤٤٧٤]، والترمذى [٣١٨١]، وابن ماجه [٢٥٦٧]، وأحمد [٦/ ٣٥]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٢٦٣]، والنسائى في "الكبرى" [٧٣٥١]، والحاملى في "أماليه" [رقم ٩٤]، والطحاوى في "المشكل" [٧/ ١٣٩]، وابن حزم في "المحلى" [١١/ ٢٨٩]، وابن شبة في "أخبار المدينة" [١/ ٣٣٥]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق به .. ، قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق". قلتُ: ولا يُخْشَى إلا من تدليسه، وقد صرح بالسماع عند البيهقى والطحاوى وابن شبة؛ فالإسناد مستقيم؛ وفى الباب مراسيل تقويه أيضًا. والله المستعان.