للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن كشفت عن كنف أنثى قط، وقتل شهيدًا في سبيل الله، فقال حسان بن ثابتٍ يكذب نفسه:

حصانٌ رزانٌ ما تزُّن بريبةٍ ... وتصبح خَمْصى من لحوم الغوافل

فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ... فلا حملت سوطى إليَّ أناملى

وكيف وودى ماحييت ونصرتى ... لآل رسول الله زين المحافل

أأشتم خير الناس بعلًا، ووالدًا ... ونفسًا!؟ لقد أنزلت شر المنازل

٤٩٣٢ - حَدَّثَنَا حوثرة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلد الذين قالوا لعائشة ما قالوا ثمانين ثمانين: حسان بن ثابتٍ، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحشٍ.


٤٩٣٢ - صحيح: أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٢٥٦]، من طرق المؤلف به.
قلتُ: وسنده صحيح مع إرساله؛ لكن عروة مكثر جدًّا عن عائشة، وقد سمع منها قصة الإفك بطولها؛ فيشبه أن يكون قد أخذ ذلك عنها، ويؤيده ما رواه محمد بن إسحاق قال: حدثنى عبد الله بن أبى بكر عن عمرو ابن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: (لما تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصة التى نزل بها عذرى على الناس؛ نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر برجلين وامرأة ممن كان باء بالفاحشة في عائشة؛ فَجُلدُوا الحد، قال: وكان رماها عبد الله بن أبى بن سلول ومسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش ... ).
قلت: وقائل: "وكان رماها ... إلخ" هو ابن إسحاق؛ ومن طريقه: أخرجه البيهقى في "سننه" [١٦٩٠٨]، وفى "الدلائل" [رقم ١٤١٦]- واللفظ الماضى له - وأبو داود [٤٤٧٤]، والترمذى [٣١٨١]، وابن ماجه [٢٥٦٧]، وأحمد [٦/ ٣٥]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٢٦٣]، والنسائى في "الكبرى" [٧٣٥١]، والحاملى في "أماليه" [رقم ٩٤]، والطحاوى في "المشكل" [٧/ ١٣٩]، وابن حزم في "المحلى" [١١/ ٢٨٩]، وابن شبة في "أخبار المدينة" [١/ ٣٣٥]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق به .. ،
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق".
قلتُ: ولا يُخْشَى إلا من تدليسه، وقد صرح بالسماع عند البيهقى والطحاوى وابن شبة؛ فالإسناد مستقيم؛ وفى الباب مراسيل تقويه أيضًا. والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>