للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العباس، أمرًا عجبًا، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تأخذه الخاصرة، فتشتد به جدًّا، قالت: وكنا نقول: أخذت رسول الله عرق الكلية، ولا نهتدى للخاصرة، فأخذت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخاصرة يومًا من ذلك، فاشتدت به جدًّا حتى أغمى عليه، فخفنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفزع الناس إليه، قالت: فظننا أن به ذات الجنب فلددناه، قالت: ثم سُرِّىَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفاق، قالت: فعرف أن قد لددناه، فوجد أثر اللد، فقال: "أَظَنَنْتمْ أَنَّ


= وهذا الحديث علقه البخارى في صحيحه [٨/ ١٤٨ - فتح]، من طريق ابن أبى الزناد به إشارة، ولم يسق لفظه، وقد توبع ابن أبى الزناد على أكثر فقراته عن هشام بن عروة به ... وكذا لبعض طرق أخرى عن عائشة به نحوه ...
وقول عروة في آخره: (عباس واللَّه أخذ بيد رسول الله ... إلخ) أخرجه - وحده - عبد الله بن أحمد في زوائده في "فضائل الصحابة" [٢/ رقم ١٧٩٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٦/ ٣٣٠، ٣٣٥]، والذهبى في "التذكرة" [١/ ٢٤٨]، وفى "سير النبلاء" [٨/ ١٧٠]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد" [٢/ رقم ٢٧٣٠/ طبعة دار البصيرة]، وغيرهم من طريق داود بن عمرو الضبى عن ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عروة به.
قال الهيثمى في "المجمع" [٦/ ٦٠]: "رواه أبو يعلى في أثناء حديث اللدود الذي روته عائشة، وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد، وهو ضعيف".
قلتُ: نعم، لكن مضى عن ابن معين أنه قال: "هو أثبت الناس في هشام بن عروة" كما نقله عنه المزى في "تهذيبه" [١٧/ ٩٨/ ترجمة ابن أبى الزناد]، وقال الإمام المعلمى اليمانى في "التنكيل" بعد حكاية هذا عن ابن معين: "فهو في هذه الحالة: في الدرجة العلياء من الثقة".
قلتُ: وفيه نظر خفيف ذكرناه في "المحارب الكفيل".
• والحاصل: أن الرجل مقبول الحديث في روايته عن هشام بن عروة؛ لإتقانه حديثه؛ والأولى بالهيثمى أن يعل الإسناد بالإرسال، فإن عروة بن الزبير ما أدرك تلك القصة التى يحكيها، لكن قسم عروة وحلفه على وقوع هذا؛ قرينة على كونه قد سمعه من مرضى عنده، وقد يكون عائشة، ويشهد: لأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد العباس يوم بيعة العقبة: حديث جابر عند أحمد [٣/ ٣٩٦]، وغيره؛ وحديث أم عمارة عند ابن سعد في "الطبقات" [٨/ ١٠ - ١١]، وحديث جابر: يقويه مرسل عروة هنا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>