وقول عروة في آخره: (عباس واللَّه أخذ بيد رسول الله ... إلخ) أخرجه - وحده - عبد الله بن أحمد في زوائده في "فضائل الصحابة" [٢/ رقم ١٧٩٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٦/ ٣٣٠، ٣٣٥]، والذهبى في "التذكرة" [١/ ٢٤٨]، وفى "سير النبلاء" [٨/ ١٧٠]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد" [٢/ رقم ٢٧٣٠/ طبعة دار البصيرة]، وغيرهم من طريق داود بن عمرو الضبى عن ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عروة به. قال الهيثمى في "المجمع" [٦/ ٦٠]: "رواه أبو يعلى في أثناء حديث اللدود الذي روته عائشة، وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد، وهو ضعيف". قلتُ: نعم، لكن مضى عن ابن معين أنه قال: "هو أثبت الناس في هشام بن عروة" كما نقله عنه المزى في "تهذيبه" [١٧/ ٩٨/ ترجمة ابن أبى الزناد]، وقال الإمام المعلمى اليمانى في "التنكيل" بعد حكاية هذا عن ابن معين: "فهو في هذه الحالة: في الدرجة العلياء من الثقة". قلتُ: وفيه نظر خفيف ذكرناه في "المحارب الكفيل". • والحاصل: أن الرجل مقبول الحديث في روايته عن هشام بن عروة؛ لإتقانه حديثه؛ والأولى بالهيثمى أن يعل الإسناد بالإرسال، فإن عروة بن الزبير ما أدرك تلك القصة التى يحكيها، لكن قسم عروة وحلفه على وقوع هذا؛ قرينة على كونه قد سمعه من مرضى عنده، وقد يكون عائشة، ويشهد: لأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد العباس يوم بيعة العقبة: حديث جابر عند أحمد [٣/ ٣٩٦]، وغيره؛ وحديث أم عمارة عند ابن سعد في "الطبقات" [٨/ ١٠ - ١١]، وحديث جابر: يقويه مرسل عروة هنا. =