قال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ١١٠]: "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه أبو معشر نجيح؛ وهو لين الحديث؛ وبقية رجاله ثقات". قلتُ: وهو كما قال؛ ويحيى بن عبد الله من رجال مسلم؛ وقد وقع اسمه مقلوبًا عند المؤلف والبيهقى والطبرانى وابن السنى، هكذا: (عن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن) وزاد ابن السنى: (ابن أخى عمرة) وعند الطبراني: (عن عمته عمرة) وهذا يزيد ما قلناه؛ لأن عمرة تمام اسمها معلوم، فهى (عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة) ولا يعرف لعمرة أخ يسمى (يحيى) والعجيب أن المزى ذكر في شيوخ أبى معشر من "تهذيبه" [٢٩/ ٣٢٣]: (عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن الأنصارى ابن أخى عمرة بنت عبد الرحمن). كذا قال، والصواب أن راوى هذا الحديث عن عمرة: هو ابن أخيها: (يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصارى) وهو ثقة من رجال "التهذيب" ووقع اسمه عند ابن راهويه هكذا: (عبد الله بن يحيى) وعند الطحاوى هكذا: (عبد الله بن أبى يحيى) أما الإمام أحمد فقد وقع عنده هكذا: (عن عبد الله بن نجى) وهذا تصحيف وغلط، تصحفت فيه كلمة (يحيى) إلى (نجى) والأصل أنه: (عبد الله بن يحيى) وهو مقلوب كما مضى، وصوابه: (يحيى بن عبد الله) وهو ابن عبد الرحمن الأنصارى. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة - بعضها ثابت - دون سياقه هنا، فانظر حديث عليّ الماضى [برقم ٣٠٦]، ومنها حديث أبى هريرة مرفوعًا: (إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد للَّه، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله؛ فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم) أخرجه البخارى [٥٨٧٠]- واللفظ له - وأبو داود [٥٠٣٣]، وأحمد [٢/ ٣٥٣]، والنسائى في "الكبرى" [١٠٠٦٠]، والبغوى في "شرح السنة" [٦/ ٢١١]، وجماعة كثيرة. وهذا اللفظ ونحوه هو المحفوظ.