للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٧٠ - حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غارٍ، فنزلت عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (١)}، فأخذتها من فيه، وإن فاه لرطبٌ، فما أَدرى بأيها ختم: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠)} [المرسلات: ٥٠]، أو: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (٤٨)} [المرسلات: ٤٨]، فسبقتنا حيةٌ فدخلت في جحرٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وُقِيتُمْ شَرَّهَما، وَوُقِيَتْ شَرَكُمْ".


= ويبقى: من هو صاحب هذا الحديث عن عبد الله بن معقل؟! فذهب جماعة من المتأخرين: إلى أنه هو (زياد بن أبى مريم) وذهب آخرون رى أنه هو (زياد بن الجراح) كما يأتى؛ وتوسط بعضهم، وزعم أن الرجلين كلاهما قد روى هذا الحديث عن عبد الله بن معقل، واستند في هذا: إلى رواية وقعت عند الطحاوى في "شرح المعانى" [٤/ ٢٩١]، قُرِنَ فيها: (زياد بن أبى مريم) مع (زياد بن الجراح) في سنده، والصواب الذي لا امتراء فيه عندنا: هو أن صاحب هذا الحديث عن عبد الله بن معقل: هو (زياد بن الجراح) وهذا هو الذي جزم به ابن المدينى وابن معين وأبو حاتم الرازى ويعقوب بن شيبة والخطيب البغدادى وابن عساكر وغيرهم؛ وجزم بعضهم بتخطئة من رواه عن عبد الكريم الجزرى على الوجه الأول، وزياد بن الجراح هذا: وثقه ابن معين والنسائى وجماعة؛ فالإسناد صحيح أيضًا.
وللحديث طرق آخرى عن ابن مسعود به .. ولا يثبت منها شئ البتة إلا هذا الطريق وحده، وسيأتى بعضها عند المؤلف [برقم ٥٢٦١]، وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا؛ والحديث صححه جماعة من المتاقدمين والمتأخرين؛ ولعلنا نبسط الكلام عليه؛ مع تخريج طرقه وشواهده في مكان آخر بعون الله وتوفيقه ... وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٤٩٧٠ - صحيح: أخرجه أحمد [١/ ٣٧٧]، وابن حبان [٧٠٧]، والطبرانى في "الكبير" [١٠/ رقم ١٠١٥٤]، والبزار [٥/ رقم ١٨٢٦]، وعبد الرزاق [٨٣٨٩]، والحميدى [١٠٦]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه حماد بن سلمة على نحوه عن عاصم: عند أحمد [١/ ٤٥٣]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٦/ ٩٨]، وقال البوصيرى عقبه: "هذا إسناد صحيح".=

<<  <  ج: ص:  >  >>