للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٤٠ - حَدَّثنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ بِالموْسِمِ، فَرَأَيْتُ أُمَّتِى، ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَنِى كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ قَدْ مَلَؤُوا السَّهْلَ وَالجَبَلَ، فَقَالَ: رَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّ لَكَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ"، فقام عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى


= قلنا: هذا وهم من بعضهم ولا بد، فقد كان الإمام أحمد شديد الإنكار على من يروى عن الحسن: (حدثنى عمران بن حصين)، لأنه لم يسمع منه، كما في "المراسيل" [ص ٣٩].
على أن جملة: (حدثنى عمران بن حصين) الواقعة في سند الثعلبى، ما أراها إلا من تصرف الناسخ، فإن الحديث عند الثعلبى من طريق الطبرى، وهذا في "تفسيره" [٢٣/ ١٢٦/ طبعة الرسالة]، وليس فيه إلا قول قتادة: "ثنا الحسن عن عمران بن حصين" فسقط التعلُّق بتلك الشبهة رأسًا، ثم إن في متن الحديث إدراجًا نبه عليه الخطيب في "الفصل للوصل"، فإنه قال [٢/ ٦٤٣]: (وبعض المتن ليس من حديث ابن مسعود، وإنما حديث ابن مسعود من أوله إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك بها عكاشة" وما بعده كان يرسله الراوى، ولا يسنده إلى أحد، ويقول فيه: وذكر لنا ... ) ثم عين الخطيب صاحب هذا الإدراك فقال: (وأحسب، بل لا أشك أن القائل ذلك: قتادة، فإنه كان كثيرًا ما يفعل هذا في الأحاديث).
قلتُ: ثم ذكر الدلائل على هذا الإدراج بما يوجب التسليم له فيما قال، لكن الحديث ثابت إن شاء الله، فإن الفقرة الأولى منه مع قصة عكاشة: طريقًا آخرًا عن ابن مسعود به نحوه ....
وهو الآتى [برقم ٥٣٤٠]، وقد مضى مختصرًا [برقم ٥٣١٨]، وقد أشرنا إلى شواهد ذلك هناك، أما الفقرة التى ما بعد قصة عكاشة حتى قوله: (وعلى ربهم يتوكلون) فيشهد لها حديث ابن عباس عند البخارى [٥٣٧٨، ٥٤٢٠، ٦١٧٥]، ومسلم [٢٢٠]، وجماعة كثيرة.
وأما باقى الحديث: فلم أجد ما يشهد له الآن مما يكون صالحًا لتقويته، وهو من مراسيل قتادة كما سبق في كلام الخطيب آنفًا، وأجارك الله من مرسلات أبى الخطاب البصرى! واللَّه المستعان.
٥٣٤٠ - صحيح: مضى الكلام على هذا الطريق [برقم ٥٣١٨]، وهو هناك مختصرًا ببعضه؛ وقد أشرنا إلى شواهده ثَمَّ ... واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>