على أن جملة: (حدثنى عمران بن حصين) الواقعة في سند الثعلبى، ما أراها إلا من تصرف الناسخ، فإن الحديث عند الثعلبى من طريق الطبرى، وهذا في "تفسيره" [٢٣/ ١٢٦/ طبعة الرسالة]، وليس فيه إلا قول قتادة: "ثنا الحسن عن عمران بن حصين" فسقط التعلُّق بتلك الشبهة رأسًا، ثم إن في متن الحديث إدراجًا نبه عليه الخطيب في "الفصل للوصل"، فإنه قال [٢/ ٦٤٣]: (وبعض المتن ليس من حديث ابن مسعود، وإنما حديث ابن مسعود من أوله إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك بها عكاشة" وما بعده كان يرسله الراوى، ولا يسنده إلى أحد، ويقول فيه: وذكر لنا ... ) ثم عين الخطيب صاحب هذا الإدراك فقال: (وأحسب، بل لا أشك أن القائل ذلك: قتادة، فإنه كان كثيرًا ما يفعل هذا في الأحاديث). قلتُ: ثم ذكر الدلائل على هذا الإدراج بما يوجب التسليم له فيما قال، لكن الحديث ثابت إن شاء الله، فإن الفقرة الأولى منه مع قصة عكاشة: طريقًا آخرًا عن ابن مسعود به نحوه .... وهو الآتى [برقم ٥٣٤٠]، وقد مضى مختصرًا [برقم ٥٣١٨]، وقد أشرنا إلى شواهد ذلك هناك، أما الفقرة التى ما بعد قصة عكاشة حتى قوله: (وعلى ربهم يتوكلون) فيشهد لها حديث ابن عباس عند البخارى [٥٣٧٨، ٥٤٢٠، ٦١٧٥]، ومسلم [٢٢٠]، وجماعة كثيرة. وأما باقى الحديث: فلم أجد ما يشهد له الآن مما يكون صالحًا لتقويته، وهو من مراسيل قتادة كما سبق في كلام الخطيب آنفًا، وأجارك الله من مرسلات أبى الخطاب البصرى! واللَّه المستعان. ٥٣٤٠ - صحيح: مضى الكلام على هذا الطريق [برقم ٥٣١٨]، وهو هناك مختصرًا ببعضه؛ وقد أشرنا إلى شواهده ثَمَّ ... واللَّه المستعان.