للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يومئذ: "أَرْجو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِى مِنْ أُمَّتِى رُبْعَ أَهْلِ الجَنَّةِ"، قال: فكبرنا، ثم قال: "أَرْجو أَنْ تَكُونوا الثُّلثَ"، قال: ثم كبرنا، ثم قال: "أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ، ثُمَّ قَرَأ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)} [الواقعة: ٣٩، ٤٠]، فَذَكَرَ لَنَا أنَّ رِجَالا مِنَ الْمُؤْمنينَ تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ أَتَرَوْنَ عَمَلَ هَؤُلاءِ السَّبْعِينَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ؟! حَتَّى صَيَرُوهُمْ أَنَّهُمْ نَاسٌ وُلِدُوا فِي الإسْلامِ، ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا حَتَّى مَاتُوا عَلَيْهِ"، قال فيما حدثهم حتى بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يَوْمَئِذٍ إِنَّ اسْتَطَعْتُمْ - فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّى - أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ، فَإِن عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِن عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفُقِ، فَإِنِّى رَأَيْتُ عِنْدَهُ نَاسًا يَتَهَوَّشُونَ كَثِيرًا".


= قلتُ: رأيتُ الحافظ قد ساق طرفًا من أوله في "الفتح" [١١/ ٤٠٧]، وعزاه لأحمد والبزار بسند صحيح، وفى كل ذلك نظر لا يخفى، لأن الإسناد وإن كان رجاله رجال "الصحيح" كما يقول الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٧٤٩]، إلا أنه معلول، فإن قتادة لم يذكر فيه سماعًا، وهو إمام في التدليس، نعم: رأيته صرح بسماعه من الحسن عند الطبرى في "تفسيره" لكن يبقى: أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما قاله ابن المدينى وجماعة، راجع "جامع التحصيل" [ص ١٦٣، ١٦٤]، و"المراسيل" [ص ٣٧ - ٣٨، ٣٩].
نعم قد تابعه: العلاء بن زياد مقرونًا معه في سنده عند الحاكم والبزار وأبى بكر الشافعي، وهو رواية لأحمد وابن حبان والطبرانى والخطيب؛ من طريق قتادة عن الحسن البصرى والعلاء بن زياد كلاهما عن عمران بن حصين به.
قلتُ: والعلاء بن زياد هو ابن مطر العدوى: الثقة الزاهد المأمون، ذكر بعضهم له رواية عن (عمران بن حصين) لكن لا أدرى سمع منه أم لا؟! ثم إن قتادة لم يذكر عنه سماعًا فأخشى أن يكون لم يسمعه منه، وهذه قوادح في الإسناد بلا ريب.
فإن قيل: قد صرح الحسن البصرى بسماعه من عمران بن حصين عند الثعلبى في "تفسيره".=

<<  <  ج: ص:  >  >>