للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله، قال: إياكم وهذه الشهادات، أن يقول الرجل: قتل فلانٌ شهيدًا، وإنا الرجل يقاتل حميةً، ويقاتل وهو جرئ الصدر، ولا يدرى علام يقاتل؟ ويقاتل على الدنيا، وسأحدثكم عن ذلك، إن رسول الله بعث قومًا سريةً، فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "إِنَّ إخوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوُّ فَاقْتَطَعُوهُمْ، فَلَمْ يَتَفَلَّتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ، وَإنَّهُمْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: رَبَّنَا أَبْلِغْ قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرُضِىَ عَنَّا، وَإنِّي رَسُولُهُمْ إلَيْكُمْ: أَنْ قَدْ رَضُوا وَرُضِىَ عَنْهُمْ"، فعلى مثل هؤلاء فاشهدوا.

٥٣٧٧ - حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم،


= عن أبيه به ... وهو عند ابن أبى عاصم باختصار، ومثله أحمد؛ وليس عند الحاكم قوله: (فعلى مثل هؤلاء فاشهدوا).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البيهقى في "الدلائل" [رقم ١٢٣٨]، نحو سياق المؤلف دون قول ابن مسعود في آخره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد؛ إن سلم من الإرسال، فقد اختلف مشايخنا في سماع أبى عبيدة من أبيه" كذا قال، ولن يسلم من الإرسال أصلًا؛ وأبو عبيدة قد شهد عبى نفسه أنه لا يذكر عن أبيه شيئًا، وهو مُصَدَّق عندنا بلا ريب، ومَنْ أقَرَّ بالإرسال - يعنى الانقطاع - ثم صحح روايته عن أبيه بطريقة أخرى؟! فقد جانبه الصواب، كما شرحنا ذلك في مواضع من "غرس الأشجار" وفى الإسناد علة أخرى، وهى اختلاط عطاء بن السائب، ولم يرو عنه هذا الحديث: أحد ممن سمع منه قديمًا فيما أعلم، وللمرفوع من الحديث: شاهد من رواية عروة بن الزبير به مرسلًا نحوه ...
عند البخارى [٣٨٦٧]، وغيره؛ ووهم فيه بعضهم، فرواه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به موصولًا، وراجع "الفتح" [٧/ ٣٩٠]، وقد صح بعض من ذلك القدر المرفوع، ولكن عن أنس بن مالك به نحوه غير مرفوع، كما مضى عند المؤلف [برقم ٣١٥٩]، والله المستعان.
٥٣٧٧ - صحيح: أخرجه الشاشى [رقم ٤٢٦]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن أصحابه عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، لإبهام أصحاب المغيرة، لكن لهذا الخبر طرق أخرى عن ابن مسعود به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>