للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٣٨ - حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا الأوزاعى، حدثنى الزهرى، عن سالم، عن أبيه، قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين.


= ثم جاء سيف بن عبيد الله الجرمى ورواه عن سرار بن مجشر عن أيوب السختيانى عن نافع وسالم كلاهما عن ابن عمر به ... ، أخرجه البيهقى وجماعة.
قلتُ: وهذا غريب جدًّا من هذا الوجه عن أيوب، ولم يتابع سيف ولا شيخه على تلك الرواية أصلًا، وقد استغربها له جماعة من الكبار، ولا يحتمل لسيف مثل هذا التفرد البتة، مع كونه صدوقًا متماسكًا، وبهذا أعله الشمس ابن القيم في "حاشيته على الستن" [٦/ ٢٣٥].
ولا ريب عندى في صحة هذا الإعلال، كما أوضحته جدًّا في "غرس الأشجار"، وناقشت هناك من تنكب عن هذا الإعلال؛ وتجاسر على تصحيح سنده بادى الرأى.
وللحديث شراهد أخرى لا يثبت منها شئ قط! ولا تصلح للتقوية عند الناقد البصير، وقد جزم الإمام أحمد وغيره بكون هذا الحديث غير صحيح رواية، والقول ما قالت حذام، ولا صحيح يثبت في هذا الباب؛ كما بسطنا أدلة ذلك بسطًا وافيًا في كتابنا: "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
٥٤٣٨ - صحيح: أخرجه مسلم [٦٩٤]، وأحمد [٢/ ٨، ١٤٠]، والدارمى [١٥٠٦، ١٨٧٥]، والطبرانى في "تهذيب الآثار" [رقم ٤٨٦]، وأبو عوانة [رقم ٢٣٤٤]، وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم" [رقم ١٥٥٣]، وابن سمعون في "أماليه" [رقم ١٧٧]، والسراج في "مسنده" [١/ ٤٨٩]، وجماعة من طرق عن الأوزعى عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه به ...
وزاد أحمد في رواية له: (ومع أبى بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين صدرًا من خلافته، ثم أتمها بعد عثمان - رضى الله عنهم أجمعين) وفى رواية أخرى له قال: (ثم صلاها أربعًا، يعنى عثمان) ولفظ مسلم: (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى صلاة المسفر بمنى ركعتين، وأبو بكر وعمر، وعثمان ركعتين صدرًا من خلافته، ثم أتمها أربعًا) ونحو هذا اللفظ عند الباقين جميعًا.
قلتُ: قد توبع عليه الأوزاعى: تابعه معمر وعمرو بن الحارث وزمعة بن صالح وغيرهم، وروايتهم مخرجة في "غرس الأشجار" ولله الحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>