قال الترمذى: "حديث حسن غريب من هذا الوجه" وقال ابن عساكر: "هذا حديث غريب، وأبو سفيان سليمان بن سيف المدنى فيه لين". قلتُ: بل هو شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى، ومثله قال أبو زرعة الرازى، وزاد: "روى عن عبد الله بن دينار ثلاثة أحاديث كلها مناكير ... " كما في "الجرح والتعديل" [٤/ ١١٩]، لكن الحديث - عندى - صالح بشواهده الكثيرة عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عليّ [برقم ٣٧٥]، وحديث جابر [برقم ٢٠٥٤ , ٢١١٠]، لكن ليس في تلك الشواهد ذكر لعمر، ووقع ذكره في حديث أبى هريرة عند ابن أبى عاصم في "السنة" [١/ رقم ١٦٥]، والآجرى في "الشريعة" [رقم ٣٤٠]، والفريابى في "القدر" [رقم ٢٤]، والبزار وغيرهم من طريق الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال: (قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - يا رسول الله: العمل في شئ نأتنفه، أو في شئ قد فرغ منه؟! قال: بل في شئ قد فرغ منه، قال: ففيم العمل؟! قال: يا عمر: لا يدرك ذلك إلا بالعمل، قال: إذن نجتهد يا رسول الله) لفظ الفريابى. قلتُ: وظاهر سنده الصحة، لكن اختلف على الزهرى في سنده، وكذا في وصله وإرساله، والمحفوظ هو المرسل، وهكذا رواه المقدمون في الزهرى عنه عن ابن المسيب به ... ليس فيه (أبو هريرة) وهذا هو الصواب كما جزم به الدارقطني في "العلل" [٧/ ٢٨٨]. =