قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ وعطاء وإن كان قد اختلط بآخرة، إلا أن حماد بن زيدٍ قد رواه عنه عند البيهقي؛ وهو ممن سمع منه قديمًا كما نص عليه جماعة من النقاد؛ وعبد الله بن عبيد بن عمير ثقة فصيح عابد؛ وكان ممن جالس ابن عمر زمن فتنة ابن الزبير بمكة؛ فالإسناد ليس فيه مغمز، نعم قد اختلف فيه على عطاء بن السائب، فرواه عنه حماد بن زيد ومعمر على الوجه الماضي؛ وخالفهما: همام بن يحيى وجرير بن عبد الحميد، كلاهما رواه عن عطاء فقال: عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر به نحو السياق الماضي، فزادا فيه: (عبيد بن عمير) بين عبد الله وابن عمر، هكذا أخرجه الترمذي [١٨٦٢]، ومن طريقه ابن الجوزي في المتناهية [٢/ ٦٦٩٦٧٠]، والمؤلف [برقم ٥٦٨٦]، والطيالسي [١٩٠١]، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" [١١/ ٣٥٧ - ٣٥٨]، وغيرهم. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". قلتُ: بل هو أعلى من ذلك إن شاء الله؛ وإن كان لا يثبت من هذا الطريق، فإن همامًا وجريرًا ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط؛ نص على الثاني: الإمام أحمد وابن معين والعقيلي وغيرهم؛ وأما همام: فما أراه سمع من عطاء إلا بعد أن استقر عطاء بالبصرة واختلط فيها، وكان عطاء قد قدم البصرة مرتين؛ وداهمه الاختلاط في المقدمة الثانية منهما؛ وفيها سمع منه همام وابن عليّة وجرير وخالد الطحان وجماعة؛ ولو لم يصح لنا الجزم بكون همام ممن=