قلتُ: وما فعل الرجل شيئًا، سوى أن أعلمنا أنه ليس من أهل تلك الصناعة، فإن الوليد لم ينفرد به أصلًا، بل تابعه عليه خلق عن ابن ثوبان به .... ومكحول: قد غلط من أعل إسنادًا بعنعنته، ووصفه بالتدليس لا يجئ إلا على معنى الإرسال الخفى، ولم أر من وصفه بتدليس من المتقدمين أصلًا، اللَّهم إلا ما وقع من قول ابن حبان في ترجمته من "الثقات" [٤/ ١٦٦]: (ربما دلس) وحمل هذا على الإرسال أولى، لأن ذلك هو الذي اشتهر به مكحول، فكان يحدث عمن لم يره كثيرًا، أو من لقيه ولم يسمع منه. ولو صحت عبارة ابن حبان في إفادة تدليس الإسناد؛ فهى تفيد أيضًا ندرة هذا التدليس، بحيث يقبح الإعلال بما لا يصرح فيه هذا السيد بالسماع، كما جرى على ذلك جماعة من المتأخرين، ثم نعود للبوصيرى ونقول له: هب أن عنعنة مكحول مثل عنعنة الوليد بن مسلم في عدم قبولها عندك، فمن أين لك أن الرجلين قد دلسا في الإسناد؟! حتى يصح لك قولك: "إسناد ضعيف؛ لتدليس الوليد ومكحول" هلا قلتُ: "هذا إسناد ضعيف؛ لعدم تصريح الوليد ومكحول بالسماع؛ لكونهما مما يدلس" لكن هذا شأن من خاض فيما لا يحسن، واللَّه يغفر لى له. ٥٦١٠ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٥٤٢٣]. ٥٦١١ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٥٤١٥]. ٥٦١٢ - صحيح: أخرجه مسلم [١٩٩٧]، وأحمد [٢/ ٤١، ٧٨]، والنسائي [٥٦٣٢]، وابن أبي شيبة [٢٣٨٠٤]، والمزى في "تهذيبه" [٦١/ ٤٦٥]، وابن حبان في "الثقات" =